Sole Music

Saturday, March 8, 2008

اختناق



تفتح عينيها ببطء... تديرهما فى السكون الراقد حولها، تغمضهما ثانية ثم تعود لتفتحهما .. كم الوقت الآن ؟

شعاع ضئيل من الضوء يجاهد ليخترق نافذتها ليعلن قدوم الصباح .. ترقد قليلا بلا حركة، تغوص بعينيها فى أعماق الأحداث التى ستمر بها اليوم وكل يوم ثم تعود لتتركها تسبح خلف جدران غرفتها.. لماذا تشعر أن الحياة جميعها بكل عنائها وشخوصها تجثم فوق صدرها ؟؟


لا بد أن تنهض الآن ، اليوم عليها أن تقوم بعدة أعمال، سوف تنتهى من العمل سريعا ثم تمر على صديقتها.. هى طلبت منها ان تعينها فى شراء مستلزمات خاصة بزفافها ثم هى وعدتها بذلك. تبتسم ابتسامة باهتة لا تلبث أن تتوارى خلف أفكارها.. تزاحم بعضها بعضاً وتتراكم فوق ذاكرتها ثم تعود فتهدأ رويدا رويدا حتى تنتهى الى الفراغ القائم أمامها. تتسلل الى حواسها رائحة القهوة ، لطالما أحبت مذاقها ولكن هى مندهشة ،منذ فترة تشعر بطعمها مرا !!! ن


تجاهد لتنهض من السرير ... تجرجر قدميها الحافيتين ببطء كأنما تحاول أن تتوغل فى الزمن أمامها بصعوبة. تدلف الى الحمام.. يديها فى الماء البارد.. تنظر فى المرآه.. شعرها الملقى خلف ظهرها بلا عناية من أثر النوم..

"أحبك دائما وأنت على طبيعتك "

دائما ما كان يقول لها ذلك ، كان ذلك قبل أن يسجن ذلك الوجه خلف قضبان الجدية والتصنع والاغراق فى العمل،

كان كل شيئ جميلا .. لا يمكن أن يكون أجمل من ذلك وهى لا يمكن أن تكون أسعد من هذا أو هكذا تخيلت...


فى أى وقت لا يستطيع الانسان ان يشعر بأكثر من تلك اللحظة التى يعيشها


هو أحبها وهى أحبته ولكن ربما كان حبها أكثر قليلاً. نظراتها الذابلة توشك أن تقع على الخاتم فوق الرف.. متى خلعته ؟ ربما أمس أو منذ يومين أو أسبوع.. لا تتذكر.. كانت هدية منه لطالما اعتاد أن يهديها بمناسبة وبدون مناسبة.. ولكن لماذا فقد الخاتم بريقه ولمعانه ؟؟


تلقيه فى مكانه وتعود الى حجرتها، لم يعد أمامها وقت كاف... خطواتها بطيئة وأنفاسها ضيقة وصوت كهدير الأمواج يدوى داخل عقلها.. تتجه الى النافذة لتزيح ستائرها.. تغمض عينيها أمام أشعة الشمس التى أقتحمت غرفتها وغمرتها بالضوء، ولكن يبقى ذلك الركن دائما بجوار الحائط لا تصل اليه أشعة الشمس.. تمد يدها لاشعوريا لتمسح دمعة انحدرت على خدها وتعلقت به تحاول مقاومة السقوط كشخص يتعلق بحافة جبل بقوة كآخر أمل له فى البقاء.


عليها أن تسرع.. عقارب الساعة بطيئة تلهث كشخص أعياه الجرى يحاول أن يلحق بالسباق.. تحاول أن تسرع .. قدماها بعيدتان عنها وحمل ثقيل فوق صدرها....... ا


تعود لتلقى بنفسها فوق السرير







No comments: