Sole Music

Monday, April 26, 2010

ياما فى زمانا قلوب..

دا عينيك دول مرايات مرسومة انا فيهم

ما هي أقصى درجات العشق والألم ان لم تكن هيا ما اشعر به نحوك الآن..

عايشتهم جميعا ورأيت منهم الكثير...

لم يكن ليترك أحدهم فيا نفس الأثر الذى أحدثته أنت..

ربما أثاروا فيا القوة او الحماس او الزهو او الاحترام..

ولكنك أثرت فيا الضعف والاحتياج ...

ربما اعلنوا عن رغبة فيا او لم يعلنوا..

ربما تحدثوا كثيرا عن قصص وبطولات....

ربما صالوا وهاجوا وغضبوا وتمردوا..

ولكن معك انت تخفت كل الأصوات..

لم أعد اسمع سوى رجفات القلب التى لا تنتهى ..

عينيك خدتنى للحلم اللى مابيكملش

بالرغم من انى لم أرك..

هل تصدق هذا...

هل تصدق ان تحمل لك أنثى كل هذا الكم من المشاعر بينما لم تلتقى عيناكما ابدا..

هل تصدق ان تجد انثى ربما تتكسر الما وولها من اجلك بينما انت لا زلت تبحث عنها بعيدا...

هل تعلم انك انت الوحيد من بينهم الذى تمتلأ معه أحلامى زهورا وفراشات بيضاء ...

أحلم بك انت وأشعر برعشة أطرافى مع لمستك الأولى.. مع قبلتك الأولى..

هل تعلم انك انت الوحيد الذى ارتضيت معه عذابى فى البعد عنه..

هل تعلم انه بالرغم من بعد المسافات واستحالة اللقاء ولكنى لا أمّل التفكير فيك...

والحلم ويايا .. والذكرى جوايا..

هل تعلم لماذا أحبك؟

لأنى بالرغم انى لم أرك ولكن مازالت ذكراك قادرة على ان تحركنى من ذلك الرقاد الطويل..

ان تنقلنى الى عالم من البهجة والسعادة فى غمرة احساسى بالحزن والضيق..

ان تؤكد لى أن لى قلبا وروحا تصورت انى فقدتهما كلما حاولت ان انساك..

ولكنك فى لحظة واحدة تعود لتظهر فتثبت لى من جديد انى لم أخطأ احساسى نحوك..

انك انت الوحيد الذى تستحق..

وكل حيلتى حنان..

اكتب هذا واتسائل.. هل تدرك ذلك يوماً..

ربما لن تعرف ابدأ ولن تتأكد ابدا ولن تدرك ابدأ..

ولكنك ربما تقرأ...

http://www.mawaly.com/music/Mohamed+Mouner/track/310

Monday, April 12, 2010

فى بلاد الالمان (1) ديما

مر حتى الأن خمسة ايام منذ مجيئى الى المانيا، لا أدرى كيف مر الوقت بهذه السرعة الفجائية العجيب هو انه بالرغم من قصر المدة الا اننى وجدت نفسى قمت خلالها بالعديد من الأشياء التى لم اتخيل ان اكون قادرة على القيام بها من قبل بل والأعجب انى تعرفت على أشياء كثيرة جديدة فى تلك الفترة ربما اكثر مما تعلمته اجمالا فى خلال سنوات عمرى الأخيرة.

الألمان شعب ودود ويميل الى مساعدة الآخرين فى حال شعورهم انهم بحاجة الى المساعدة، كان هذا بعكس الفكرة التى كانت لدى قبل مجيئى الى هنا تماما. كان الجميع يحاول اقناعى انهم اشخاص باردون ولديهم قدر كبير من العجرفة وازدراء الغير. ولكن الأمثلة الكثيرة التى حدثت لى اثبتت غير ذلك مثال تطوعهم للترجمة لى فى بعض الأحيان داخل المحال التجارية او غيرها عندما افشل فى توصيل المعنى جيدا بالألمانية او ان الشخص الذى احدثه لا يفهم الانجليزية.. لم يخب معى ابدا فى خلال 3 مرات اسافر فيهم داخل المانيا بالقطار ان يتطوع احد فى معاونتى فى رفع الشنط داخل العربة فالسخيف دائما هو ارتفاع منسوب العربة عن رصيف المحطة حيث يجب ان تصعد عددا من الدرجات الى داخل العربة وبالتالى يكون من الصعب جدا ان تفعل ذلك وانت تحمل حقيبة لا يقل وزنها عن 20 كيلو. الجميع هنا يبتسم فى وجهك عندما يقابلك ويجب ان يلقى عليك تحية الصباح او الظهيرة او المساء او تحية نهاية الاسبوع اذا كان ذلك يوم السبت او الأحد وذلك سواء كان يعرفك معرفة شخصية او مجرد عابر فى الطريق. حتى الآن لم اقابل من يتجنبنى او يخشى منى نتيجة لمظهرى وثيابى وارتدائى الحجاب ومن ثم ادراك انى فتاة عربية مسلمة. وتخمينى لأسباب ذلك هو ان المانيا أصبحت دولة منفتحة فى السنوات الأخيرة اكثر من ذى قبل ونسبة كبيرة ممن يدرسون او يعملون بها من جنسيات مختلفة من دول العالم.. مثلا داخل الجامعة التى ادرس بها يوجد اشخاص من مصر طبعا ومن ليبيا وفلسطين وتركيا ودول شرق آسيا من الصين والهند وكوريا ومن اوكرانيا وحتى امريكا.. ولا بد ان غيرهم الكثير حتى اننى ارى كثيرا فى الشارع رجال ونساء سود ممن يشبهون اولئك فى دول افريقيا .. الخلاصة ان الألمان اصبحوا معتادين على رؤية الغرباء والأجانب والتعامل معهم حتى كان نتاجا لذلك وجود وزارة منفصلة معنية بشؤون الاندماج مع الأجانب وايضا لاحظت وجود جمعية بداخل الجامعة هدفها تعيين طلبة المان لمساعدة الطلاب الأجانب داخل الجامعة فى ارشادهم الى المبانى الادارية والشؤون المختلفة ومحاولة تسهيل ادارة اعمالهم فى فتراتهم الأولى حتى يعتادوا على المكان . .. الطريف اننى قرأت الأعلان الخاص بتلك الجمعية وكان يوجه رسالة الى هؤلاء الطلبة الالمان يدعوهم الى التطوع فى اعمال الجمعية كان نصها ( تخيل نفسك فى مكان هذا الوافد الجديد وكيف ستكون مرتبكا و مشوشا نحو ما هو الواجب عليك فعله واين تتوجه لأداء شؤونك.. تطوعك للمساعدة سيجعلك مصدرا مهما لمساعدة الآخرين بالاضافة الى الفائدة التى ستعود عليك فى معرفة اشخاص وثقافات جديدة وتكوين صداقات وتنمية مهارات اللغة لديك فى حال اذا اردت ان تسافر لتدرس او تعمل فى دولة أجنبية) كان هذا هو ملخص الرسالة التى تعكس مدى اهتمام الألمان بالوافدين الأجانب داخل دولتهم وربما يمكن ان ينعكس ذلك على جميع مظاهر الحياة خارج أسوار الجامعة.

المدينة التى اعيش بها هى مدينة زاربروكن عاصمة ولاية زارلاند فى الطرف الجنوبى الغربى من المانيا وقريبة جدا من الحدود الفرنسية، المدينة صغيرة وهادئة، عدد سكانها يزيد قليلا عن مليون نسمة ، بالطبع يتركز معظمهم فى منطقة وسط المدينة حيث المبانى الادارية ومحطة القطار الرئيسية والمولات الكبيرة والكافيهات والمسارح والسينمات والمحال التجارية بمختلف انواعها، ثم كلما ابتعدت عن وسط المدينة تجد المبانى السكنية حيث الهدوء القاتل، والكلمة هنا ترجمة حرفية لما يمكن ان تجده فبخلاف اصوات السيارات الغادية أو الرائحة اذا كنت تقع على طريق رئيسى فالهدوء هو سمة المكان لدرجة انى شعرت انى نسيت الحديث فى اول يومين.. الأمر الذى كان مزعجا جدا خصوصا لمن هو معتاد على الحياة فى مصر بمختلف ضجيجها وشوارعها التى لا تهدأ... الحياة هنا ايضا منظمة الى أقصى درجة من حيث الالتزام بمواعيد العمل ومواعيد الباصات واحترام قيمة العمل وقيمة وقت الفراغ كما هو الحال غالبا فى معظم الدول الغربية. اكثر الأشياء فعلا التى اود لو انقلها معى عند رجوعى هى نظافة الشوارع والمواصلات.. دقة فى المواعيد وفى المرور غير متناهية.. لدرجة ان موقفا حدث امامى حين كنت انتظر الباص الخاص بى على المحطة وكان هناك باصا آخر متوقفا وحين جاءت لحظة مغادرته وجدت ثلاثة اشخاص يعبرون الطريق مسرعين وهم يتقافزون ويصيحون للباص ان ينتظر حتى يركبونه .. توقعت ان يتوقف الباص حيث انه لن يتأخر سوى عدة ثوان يركبون فيها الا انه لم يتوقف وسار مبتعدا فى طريقه بكل هدوء مما اضطر هؤلاء الى الانتظار لأخذ الباص التالى والذى يفصل بينه وبين كل باص يليه نصف ساعة كاملة.

داخل الجامعة انت غير مضطر الى الاعتناء بأى شىء سوى بأبحاثك ودراستك.. وهم يوفرون لك كل شىء يمكن ان تتوقعه او لا تتوقعه لتتمكن من آداء مهمتك.. بدأ من المساحات المكتبية والأجهزة واتصال الانترنت حتى المطبخ الصغير الذى يمكنك من اعداد ما ترغب من شاى او قهوة مجانا J فى خلال يومين فقط من وصولى وجدت اسمى يضاف على قائمة العاملين على موقع القسم وأصبح لى اكونت خاص وايميل خاص وتليفون حتى درج المكتب ذهبت ذات صباح لأجده ممتلئا بأقلام من مختلف الأنواع ومقص وفتاحة ورق ودباسة واظرف خطابات فارغة ودبابيس وصمغ و سلوتب وحافظات أوراق وكل ما يمكن ان تتخيله من أدوات مكتبية.. حتى مواعيد العمل لا يجبرونك على الحضور فى وقت معين او المغادرة فى وقت معين طالما انك تنجز ما يطلب منك من أعمال.. فى المانيا الطالب له وضع خاص فكل شخص يدرس دون سن الثلاثين له الحق فى الحصول على معظم الخدمات مجانا او بتخفيض كبير بدأ من الوجبات داخل كافتيريا الجامعة وحق ركوب جميع انواع المواصلات مجانا والتأمين الصحى .. حتى انه يمكنك اجراء حساب بنكى دون اى مصاريف والحال كذلك بالنسبة لمعظم ان لم يكن كل الاجراءات الحكومية.. وكل ذلك من خلال بطاقة تعريف واحدة بها اسمك وصورتك ورقمك الخاص.. حتى انه بهذه لبطاقة يمكنك الحصول على تخفيض اسعار تذاكر المسارح والسينمات وزيارة المتاحف... عرفت الآن ما يسمى بمجانية التعليم.. باركيلى يا امى

فى المانيا الطعام له عدة انواع واشكال لدرجة تجعلك فى معظم الأحيان فى حيرة شديدة ايها تختار لدرجة تجعلك لا تشترى شيئا فى النهاية.. اسعار الطعام والشراب منخفضة وفى متناول الجميع والنكهات والأنواع من كل بلاد الدنيا والألمان انفسهم يأكلون اى شىء وكل شىء حتى انه من الصعب ان تجد مطعما متخصصا فى الأطعمة الشعبية الألمانية الا نادرا والتى حتى الآن لا ادرى ما هى الا انهم متميزون فى انواع مختلفة من السوسيس او السجق وكذلك اعداد اطباق شهية وغريبة من البطاطس.. كل ولاية فى المانيا لديها نوع خاص من السجق اشهرها فرانكفورت وهم دائما يقولون ان من يذهب الى فرانكفورت لا بد ان يتذوق السجق.. ولكن هيهات طالما انهم يفضلونه بلحم الخنزير فلا مانع لدى اذا لم اتذوقه ابدا J الألمان ايضا فخورون بانهم يملكون مئات الأنواع من الخبز والعجائن بمختلف انواعها وكذلك من الجبن.. حتى ان معظم من يسافر منهم الى دول أخرى يخبرك ان أكثر ما يفتقده هو الخبز والجبن الالمانى. Deutsches Brot und Käse

تعرفت على بعض الأشخاص العرب فى الجامعة منذ وصولى وحتى الآن اندهشت فى البداية لمعرفتى بكم الجالية العربية الموجودة وخصوصا من مصر حيث ان فى المعهد الذى ادرس به وحده ستة اشخاص من مصر غيرى وربما يكون هناك غيرهم لم اعرفه بعد.. ولكن الغريب هو ان معظمهم من الاسكندرية ولا ادرى ما هى العلاقة ربما لقربها الجغرافى من المانيا عن القاهرة J افضل من عرفتهم حتى الآن هى سيدة من فلسطين اسمها راوية تدرس فى نفس المعهد وتقيم فى المانيا مع زوجها المهندس أنور وهو مهندس معمارى وبناتها الثلاث حنين و حلا وديما.. وديما هى آية الله فى الجمال.. تذكرت عندما رأيتها اغنية ديما لمارسيل خليفة (للتى فى يديها شموع جديدة... للتى ينبت فى كفها عشب عمرى الجديد.. لديما تكبر فى البيت وفى المدرسة وتدخلنى من جديد فى كتاب القراءة... تعلمنى من جديد دروس الحساب... للتى أركض فى بيتها العابها مثل طفل سعيد... ابسط الآن سجاد روحى على مدخل سنة قادمة... لتعبر او تستريح قليلا... او لتدعو اصحابها ليلعبن ليضحكن.. فيغمرنى وطن قادم من بعيد) لم اتردد لحظة فى تسمية هذه الرسالة باسمها تلك الصغيرة التى لم تتعلم الحديث بعد ولكنها فى روحها وبراءتها وانطلاقها كانت افضل من قابلته فى هذه الأيام الخمس.. الأسرة الفلسطينية كانت تعيش جل عمرها فى غزة وجاءوا الى المانيا منذ تسعة اشهر فقط.. لا انكر انى تعجبت عندما عرفت ان من أهل غزة من يمكنه ان يشق طريقه فى الحياة بهذا النجاح وهذا الصمود حتى يصل الى هذا المستوى من التعليم والثقافة .. ربما لأننا لا نسمع عنهم سوى المعاناة والحاجة الدائمة الى المساندة.. تأثرت عندما لمحت لى بمدى الصعوبة التى كانوا يواجهونها اثناء الحرب وخصوصا عندما قصف منزلهم اثناء العدوان فى يناير 2009.. اخبرتنى انها ستكون السيدة الأولى التى تحصل على درجة الدكتوراة فى مجال علوم الكمبيوتر فى جامعة غزة وبرغبتها فى ان تنهى دراستها سريعا وتعود الى غزة لكى تتمكن من مساعدة الطالبات هناك فى هذا المجال من العلوم فى اكمال دراستهم بعد الجامعية واتاحة فرص لهم للدراسة بالخارج.. كانت منزعجة من حال اضطرارها الى البقاء فى المانيا اكثر من ثلاث سنوات وعلى حد قولها اخبرتنى (عندنا ولاد نريد نرّوِح فيهُن)... ولكن ما تعجبت منه هو معلومة أخبرونى بها – خجلت من جهلى بها وخجلت اكثر بعدما عرفتها – وهى ان مصر ترفض استخراج تأشيرات زيارة او اقامة من أى نوع للفلسطينيين.. علل لى ذلك م. أنور لسببين أولهما ان مصر فعلت ذلك بالاتفاق مع الحكومة الفلسطينية حتى لا ينزح اهالى غزة جميعهم الى مصر بسبب الحرب.. ثانيها ان سمعة الفلسطينيين فى الخارج سيئة وذلك بسبب انهم اذا خرجوا خارج فلسطين فى اى دولة اخرى يحاولون تعويض حرمانهم وان يعيشوا حياتهم طولا وعرضا مما يعرضهم للاتهام بأنهم لصوص او سيئى المعاملة.. أخبرتهم بأن كثيرا من المصريين ايضا ما ينظر اليهم نفس النظرة ويلاقون معاملة سيئة فى كثير من الأمثلة التى نسمع عنها والتى تشعرك ان كرامة المصريين مهانة فى الخارج.. كما انى غير مقتنعة بأن كل الفلسطينين كذلك فكل مجتمع لا بد ان به السىء وبه ايضا الجيد ولكنهم اصروا على ان الفلسطينين عادة ما يلاقون معاملة اسوء من المصريين بالخارج.. تمنيت لو أخبرهم اننى اعشق اشعار محمود درويش وتميم البرغوثى و اننى ولهة بأغانى ريم بنا وكم اننى فخورة بصمود هذا الشعب الأصيل.. ربما اخبرهم بذلك يوما ما.. ادهشنى ايضا معرفتهم لحالة الحراك السياسى التى تحدث على ارض مصر هذه الأيام على خلفية البرادعى وجمعية من أجل التغيير حتى ان خبرا صغيرا تصورته شأنا داخليا عن اعتقال صاحب دار دون للنشر (أحمد مهنى) على خلفية اصداره لكتاب البرادعى وحلم الثورة الخضراء وجدتهم يعرفونه.. الجديد الذى لم يعرفونه والذى اخبرتهم به هو انه بعد ان افرج عنه قام بعمل حفل توقيع للكتاب بدعوة المؤلف والعديد من الشخصيات.. فى البداية تصورا انه فعل ذلك كمحاولة للتغطية على ما حدث على ان النظام يدعم الحريات بما يوحى ان أحمد مهنى له علاقة مؤيده للنظام ولكنى اخبرتهم ان ذلك على حد علمى غير صحيح فهو ليس له علاقة بالنظام بل انه فعل ذلك كامعان فى اثبات انه على الدرب وان اعتقاله لن يمكن ان يؤثر فيه ويثنيه عن مساره ومسار غيره من الكثيرين الرافضين لنظام الحكم والمطالبين بالتغيير...

فوجئت بنفسى وأنا اتحدث مع العائلة الفلسطينية لأول مرة بأنى بدأت احكى باللهجة الفلسطينية التى لا اعرفها سابقا ولم اتخيل ان اتحدث بها ولكن هناك شيئا ما يجعلك دون وعى تتحدث معهم بها.. لدرجة انى استغربت نفسى كثيرا عندما دخلنا الى أحد المولات فوجدت نفسى اخبرها ( انتى بدك تشترى اغراض تبعك .. براحتك لا تتقيدى بيا )ضحكت على نفسى فى سرى لكنى احببتها.. عندما تركتهم تساءلت بينى وبين نفسى لماذا دائما فى فكرة اللغة يتأثر المصرى بلغة من حوله بسرعة.. فاذا جلس مع اشخاص يحكون باللهجة الشامية يبدأ هو ايضا فى الحكى بها وحتى فى اللغات الأجنبية.. مشكلتى الآن انى اتحدث المصرية مع المصريين واللهجة الفلسطينية مع الفلسطينيين والانجليزية مع زملاء الجامعة والالمانية فى الناس فى الشارع.. منتهى اللخبطة لدرجة انى اصبحت افكر كثيرا فى الجملة التى اريدها قبل ان انطق بها حتى استطيع ان اقولها بالشكل المناسب.. حتى انى ظبطت نفسى احيانا اتحدث نصف الجملة بالانجليزية والأخر بالالمانية.. او اتذكر كلمة فى حد ذاتها بالالمانية ولا اتذكر المعنى المقابل لها فى الانجليزية مع انها قد تكون كلمة سهلة جدا ككلمة شهر مثلا او العكس...اتمنى ان ينتهى ذلك مع مرور الوقت وان اعتاد على ذلك..

فى يومى الرابع تعرضت لموقف سخيف حيث كان جهاز الكمبيوتر الخاص بى PC لم يصبح متاحاً بعد فكان علىّ ان اعمل على اللابتوب الخاص بى مؤقتاً.. وكان نتيجة لذلك ان ذهبت به الى Help Desk للأشخاص المسؤلين حتى اتمكن من الدخول على شبكة الجامعة والاتصال بالطابعة الرئيسية لأتمكن من طباعة ملفات مهمة. انجزت مهمتى وعدت باللابتوب الى المكتب لأفاجأ بعدها بنصف ساعة بنفس الشخص من Help Desk يأتى الى مكتبى منزعجا بشدة حيث اكتشف وجود spam تم انتشاره عبر الشبكة من جهازى وذلك يمثل تهديدا رئيسيا لجميع العاملين على الشبكة.. أخبرنى انى فى مشكلة كبيرة واننى لا بد اولا ان اعود لانزال السيستم على جهازى من جديد ثم اتأكد من عمل سكان وخلو الجهاز من الفيروسات ثم بعدها اعود اليه بالجهاز ليجرى عليه مسحا دقيقا من نوع آخر ليتأكد هو ايضا وفى حالة ما اذا كانت المشكلة لا تزال قائمة فهو مضطر اذا كنت اصر على استخدام جهازى عبر الشبكة ان يقوم بعمل فورمات كامل للجهاز ونصحنى بأن ابدأ بنقل الملفات المهمة على هاردديسك خارجى وحتى يتم ذلك عليا الا اقوم بأى نوع من الاتصال بمواقع حيوية تتطلب ادخال بيانات مثل حسابات بنوك او كريدت كارت او اى نوع من انواع الباسورد حتى لا تتم سرقتها. كان يقول لى كل ذلك كأن ما يطلبه شىء هين وانا انظر اليه بغيظ شديد.. اولاً لأن قصة الفيروسات على الجهاز لدينا اصبحت شىء عادى ومتعودين عليه ودى كائنات لطيفة وغير مؤذية مربينهم يعنى.. يقوم حته spam يضايقه اوى كده لدرجة انى افرمت الهارد.. ثانيا انا موتى وسمى المشاكل الخاصة بالسوفت وير وخصوصا قصة الفورمات وانزال الويندوز وتسطيب البرامج من اول وجديد ناهيك عن نقل الملفات من والى.. زهقت من القصة دى بجد... لم اجد ما ارد به بعد كل تلك المحاضرة سوى ان اغتصب ابتسامة ومن بين اسنانى اخبرته انه مفيش مشكلة وانى هاعمل كل اللى قال عليه ان شاء الله... آدينى قاعدة بنزل ويندوز اهو يا رب رحمتك...

لم اتخيل اننى يمكن ان اذهب بنفسى ووحدى الى دار البلدية لتسجيل السكن الخاص بى والى البنك لفتح حساب شخصى وما الى ذلك من شؤون ادارية واننى سوف اتمكن من الحديث معهم بالالمانية وان افهمهم كما حدث.. اخبرونى جميعا اننى اتحدث الالمانية جيدا (Sie Sprechen Deutsh gut!) وكانوا سعيدين لذلك حتى ان احدهم سالنى كيف اتحدث بتلك الطريقة ولم يمض علىّ فى المانيا سوى ثلاثة أيام.. اعتبرت ذلك طبعا مصدرا للفخر واستعادة الثقة بالنفس على نحو شجعنى على المضى قدما فى أمور أخرى... اصبح طبعا من واجبى الاعتناء بكل الأمور الشخصية داخل المنزل بالرغم من افتقادى الشديد لأمى فى هذه الأشياء الا اننى كنت سعيدة بأول وجبة أصنعها بمفردى وكانت لذيذة بدرجة ممتازة.. ربما قطعا يعود ذلك الى جودة المكونات المصنوعة منها ولكن ابدا لن ترقى لمستوى طعام امى فى هذا الشأن فحتى الآن كل شىء قد يبدو هادئا ومنظما وجيدا من الناحية الشكلية ولكنى ما زلت اشعر انه لا يزال يفتقد شيئا مهما الا وهو الروح....