Sole Music

Friday, December 30, 2011

‎2011 سنة القرارات والتحولات المصيرية.. والمرات الأولى



هكذا أسميها ..

كم القرارت المصيرية اللى الواحد أخدها فيها كان بجملة كل القرارات اللى ممكن يكون أخدها فى حياته كلها..
كم التحولات اللى طرأت عليه وعلى شخصيته أيضاً..
كم المواقف الكثيرة جداً اللى وقف فيها الواحد أمام نفسه يفكر ويحلل ويحسب وياخد موقف ويشوف فين الصح وفين الغلط ..
كم المشاعر الكتير المختلفة المتأرجحة ما بين النقائض من فرح وفخر وحماس واصرار ورجاء وما بين حزن واحباط فى بعض الأحيان وقهر وغضب وظلم ..
كم التدوين..
كم تسجيل المواقف..
كم الناس الجداد اللى عرفتهم واتعرفت عليهم وصادقتهم وآخرين فارقتهم..
كم عمليات الفرز والتصنيف الرهيبة للبشر والايدولوجيات والمواقف ..
كم اعادة تقييم الأولويات وحساب النتائج ..
كم المعرفة الجديدة اللى اكتسبها سياسياً وثقافياً وانسانياً ..

المرة الأولى اللى امشى فيها فى مظاهرة..
المرة الأولى اللى ارفع فيها صوتى بالهتاف..
المرة الأولى اللى أبكى فيها على أشخاص معرفهمش وأحس انهم اخواتى..
المرة الأولى اللى أحس انى عايشة لهدف وغرض حقيقى ..
المرة الأولى اللى أعيش احساس الايمان واليقين الصادق بالقضية الذى لا يمكن أن يزعزعه شىء ..
المرة الأولى اللى آخد فيها مواقف حاسمة بدون تردد وتفكير كثير..
المرة الأولى اللى اتعلم ابص فيها للناس على انهم بشر ليهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات بدون تمييز بسبب دين ولا وظيفة ولا مظهر ..

2011
مدينة لها بالكثير ..

Thursday, December 15, 2011

أبكى

*انى اكبر وتكبر معى أشياء كثيرة اولها الانهاك ...

انهاك الادراك .. تتكثف التجارب وتتمايز الأفكار .. تصبح أكثر تعقيداً وشمولية ,,

يمضينى حدة الوعى وأبكى

لأنى اعتدت على التأثير والمواجهة، ولأن زيادة النضوج أعيتنى عن التبلد فى مواجهة ضلالات الحياة..

لأن وعيى أصبح يتطلب مناشدة أكثر للتفهم أصبحت عاجزة عن ايجاده


انى اكبر وتكبر معى أشياء كثيرة اولها الانهاك ...

انهاك الخصوصية والتفرد بالذات.. الصراع بين الرغبة فى الانطلاق وخشية الانتهاك..

أصبح أكثر تحفظاً وأبكى

لأنى اعتدت الشجاعة والاقبال،، ولأنى أعجز عن الانزواء والاكتفاء بالصمت..

لأن اقدامى أصبح أكثر مدعاة للايذاء، أصبحت أكثر حرصاً على سلامى الداخلى من الخدش أو الاتلاف


انى اكبر وتكبر معى أشياء كثيرة اولها الانهاك ...

انهاك الحياة بكل خيباتها ومرارتها.. حلمى المتجدد كل يوم بأفضلية الغد.. صدامى ما بين الممكن والمستحيل

أصبح أكثر انتظاراً وأبكى

لأنى اعتدت أن اتفائل ولأنى أعجز عن التسامح مع خيبات القدر

لأنى أخشى أن يعمينى طول الأمل عن الأخذ باحتمالات الحياة،، أصبحت أكثر خوفاً من فداحة الخسارة حد الألم


انى اكبر وتكبر معى أشياء كثيرة اولها الانهاك ...

انهاك الاحتياج.. الرغبة فى السكن والشعور بالأمان..

أصبح أكثر قلقاً وأبكى

لأنى أحمل بداخلى عطاءاً لا حدود له، وأجبن من ان أطالب بمثله..

لأن سقف طموحى يحده كبريائى،، ولأن رغم قوتى فى مواجهة الصعاب أصبح أكثر ضعفاً

أصبحت أنشد عطفاً دون ان أصرح به.. عطفاً غير متوقع أو مشروط


انى اكبر وتكبر معى أشياء كثيرة اولها الانهاك ...

انهاك الحنين.. أكبر وتكبر أشيائى معى..

أمارس لعبة الذكريات وأبكى

لأنى أمضى.. تغادرنى أيامى وأعجز عن الاحتفاظ بها

لأنى اعتدت الامتنان الى لحظات الماضى .. أفراحه وأشجانه

يوجعنى مرور الوقت وتدمينى فكرة الزمن

لأن عمراً طويلاً مضى.. أتساءل ما حل به وما حل بى

أشعر بالانهاك..

وأبكى

-----------------------------

* الجملة اقتباس بتصرف عن "فى معنى أن أكبر" لليلى الجهنى

Monday, December 12, 2011

أدمنتك


ألم تكن لك وحدك !!

ألم يكن الوقتُ ملكك !!

ولم تكن الحياة على رحابتها لتمكّن من التقاطك

عدوى أنفاسك

ونضارة ملمسك

بقيت على كفى

فأدمنتك


هى طفلةُ

تتساقط ضحكاتُها على قلبى مطراً

فيخضرُ

تلك التى تملاُ الحياةَ حياةً

والربيعَ ربيعاً

بضعفٍ واهنٍ

تقبضُ على يدى

فتحرك

كتائبَ فرحةٍ

وعجيبَ عشقٍ هادرِ

صواباً وحيداً

نما فى قلبى بذرةُ

واحتلت

عمراً كان على مشارف هجرةٍ

قساوة زمن ٍ غادرٍ

ارتحلت


صارت هى لك

غوايةُ الحب الأثيرة

رحلةُ حياةٍ تتجدد

فيضاً من حنانٍ وادعٍ

القمته قلبى

فأحببتك

وأدمنتك


http://www.youtube.com/watch?v=pe8BBdvzJ5c

Tuesday, November 29, 2011

a glance



I was watching that movie … and I … I felt needing you so much..

I just noticed that today is 29th of Nov. only few days from your day, and … ?!! is it a coincidence ?!!

Was it now more than a year ?!! and I still remember and think how far was it …

Was it so difficult when you need something to have it?!!

What a life !! when you go back in time and ask if have done it all?? if you have done it as it should be ?!! or as you looked forward and hoped …

Just remembering you now and wondering if you still remember ….

Please be happy…

for me…

Wednesday, November 23, 2011

يوم فى الميدان


الاتنين 21 نوفمبر 2011


بدأ اليوم الصبح بأنى كنت خلاص هاموت وانزل التحرير. من ساعة ما بدأت الأحداث يوم السبت وأنا كنت مش قادرة استحمل فكرة القهر المفروض عليا وانى مش قادرة انزل من البيت.. امبارح الأحد اتحججت بالفعل بحجة لماما وقمت لبست ونزلت فعلا بس وأنا فى الطريق حصل الضرب الشديد جدا على المغرب على الناس اللى فى التحرير والغاز المكثف وكانت أول مرة يكون بالعنف ده .. كل أصدقائى اللى كانوا هناك وكنت مبلغاهم انى جاية كلمونى وصرخوا فيا بشكل عنيف: اوعى تيجى .. ارجعى .. وكانت النتيجة انى رجعت

يوم الاتنين بقى كنت بالف حوالين نفسى عايزة انزل بأى طريقة .. فى اليومين اللى فاتوا كنت بدأت بالفعل اجمع مطالب بأدوية كتيرة ومستلزمات طبية كانوا الناس بيبعتوها على النت وكمان عملت لسته بالحاجات الاحتياطية اللى محتاجه آخدها معايا .. مياة – كمامة – عصير – لين – شال كبير – الكاميرا عشان أوثق أى مشاهد – فلوس عشان الحاجات اللى هاشتريها – شاحن الموبايل عشان ميفصلش شحن ... كنت خلاص شبه مقررة انى لازم انزل لازم انزل وجهزت حجة لماما اقولها عشان اعرف انزل ... كلمت فى الأول دكتورة مها جعفر زميلتنا فى الحزب وكنا متفقين من ليلتها اننا نتقابل فى الحزب ونجيب معانا المساعدات الطبية ومن هناك نتوجه للميدان عن طريق الكورنيش من ناحية عمر مكرم عشان دا كان الطريق الآمن فى اليوم ده .. كلمتها واتفقنا نتقابل فى الحزب بعد ساعة وقالتلى على اننا محتاجين كمان نجيب بخاخات بلاستيك فاضية عشان نحضر محلول الميكوجيل (عبارة عن تلتين مياة وتلت ميكوجيل من الصيدلية وهوا دوا حموضة) ثبت معاجته لتأثير الغاز على الأنف والعين .. قالتلى انا حاولت ادور بس ملقتش ياريت تشوفى حواليكى .. قلتها اوك ..

بلغت ماما طبعا بالحجة واخدت نقاش منى شوية .. مشكلتى انى مش باعرف اكدب الكدب المفضوح ده .. فى الحوار بلاقى نفسى باسكت ومش باعرف ارد باقناع كده يبان طبيعى .. بصراحة عمرى ما جربت اكدب بالشكل ده قبل كده.. حمدت ربنا انها فى الآخر صدقت .. دخلت لبست بسرعة وأخدت حاجتى اللى كنت محضراها ونزلت ..

كل المحلات قافلة على الصبح .. ليه بس كده؟!! مشيت فى شارع طويل جنب بيتنا على أمل انى الاقى أى محل أدوات منزلية فاتح بس ملقتيش.. بعد ما يئست وكنت هارجع خلاص قلت طيب اكمل لحد الناصية اللى جاية ولو ملقيتش ارجع .. سبجان الله افاجأ بمحل منظفات فاتح .. دخلت وسألته.. عندك بخاخات مياة بلاستيك؟ قالى :آه ..
J

اشتريت حبة كده كتير ومشيت .. رجعت على الصيدلية وكنت محضره لسته بالأدوية .. دخلت وبدأت اطلب الحاجات من الصيدلى .. من كتر الطلبات ولأنى باطلبها بدون روشتة وبكميات الدكتور أخد باله.. سألنى: هوا ده عشان الناس اللى فى التحرير.. ترددت كده لأنى مكنتش عارفه موقفه ايه من الأحداث – الفترة دى كان من الصعب التكهن أو دخول حوارات مع البشر لأنك متعرفش مين هايطلع مؤيد ومين هايطلع معارض – قولتله بتحفظ: أيوة .. قالى: هوا ايه بقى اللى حصل عشان أنا معرفش؟؟ ابتسمت وحكيتله بسرعة فى كلمتين اللى حصل من يوم السبت ..
الدكتور كان متعاون بصراحة ادانى كل اللى عنده وحاسبنى ومشيت ..

عشان اوصل لمقر الحزب فى جاردن سيتى فى العادى كنت بانزل التحرير وأكمل بتاكسى .. منكرش انى كنت متخوفة من نزول الميدان لأول مرة فى خضم هذه الأحداث.. بالاضافة لأنى معاصرتش أيام الثورة الأولى فى مصر.. ونتيجة لتخويف البعض لى من أصدقائى – أو يمكن بسبب حرصهم الزائد – اقترحوا عليا اروح من طريق تانى .. نزلت فى محطة سعد زغلول ومشيت لحد الحزب .. فى الطريق اشتريت شوية عصائر زيادة ولبن وقلت أكيد الناس محتاجاهم هناك..

وصلت الحزب على الساعة 12 تقريبا بعد 5 دقايق وصلت د. مها وكان معاها للمفاجأة 5 أصدقاء كلهم بنات منهم أطباء زيها والبعض الآخر لأ.. كلهم جايبن كمامات ومواد طبية .. حضرنا محلول الميكوجيل ورتبنا الحاجات اللى معانا فى شنط وبدأنا نتحرك علشان ننزل.. قبل ما ننزل واحدة منهم اقترحت: على فكرة احنا مصليناش الضهر!! نصلى وبعدين ننزل.. بدأت القفشات .. آه عشان لو استشهدنا نبقى مصلين
J أخدت الموضوع بهزار معاهم وعلقت بقفشة .. الغريب انى بالفعل محستش أى احساس بالقلق أو الخوف أو فكرة انى ممكن اموت مثلا فى اليوم ده .. الحكايات اللى بدأنا نسمعها عن قتلى بأعداد كبيرة بالرغم من انها مؤلمة الا انه سبحان الله الواحد احيانا بيتخيل انها قد تكون بعيدة عنه ..
صلينا ونزلنا وأخدنا طريق الكورنيش واحنا فى الطريق بالصدفة قابلتنا عربية وقفت جنبنا.. لقيناها عربية بثينة كامل.. لما شافت الكمامات اللى كنا ماسكينها وقفت تورينا نوع تانى من الكمامات بيتباع فى شارع الجمهورية فى محلات الأمن الصناعى . قالتلنا دى أحسن عشان تمنع الغاز بشكل أفضل حاولوا تجيبوها وربنا يوفقكم ..
كملنا الطريق واحنا ماشيين اتصل حد بواحدة من البنات وقالها ان الناس فى الميدان محتاجين مواد غذائية لأن فيها نقص.. عدينا على سوبر ماركت واشترينا حاجات وبعدين كملنا لحد ما وصلنا لميدان التحرير من ناحية عمر مكرم.. لقينا المستشفى الميدانى الموجودة فى المسجد.. دخلنا جزء من الحاجات اللى معانا والأكل، دكتور متطوع من اللى موجودين قالنا فيه مستشفى تانية فى وسط الميدان محتاجة أكتر احنا هنا مكتفيين .. هاجى معاكم اوريهاكم.. اتفقنا اننا نعدى عليها نديها باقى الأدوية ونسيب الكمامات ومحلول الميكوجيل للناس اللى واقفين على خط النار فى شارع محمد محمود أكيد هيكونوا أكتر ناس محتاجينله.. واحنا ماشيين معاه طلعلنا صفيحة صغيرة كده معبى فيها كمبات من المطاطى اللى اتضرب عليهم فى الميدان .. د. مها صورته وقالنا انتوا هتلاقوا منه كتير فى الأرض..
المستشفى الميدانى فى وسط الميدان فى الصينية .. الشباب واقفين حواليها دايرة مشبكين ايديهم عشان يمنعوا حد يدخل غير الدكاترة والمصابين ، نسيت اقول ان واحنا عند عمر مكرم كان كمية سيارات اسعاف كتيرة جداً وشفنا فى الدقايق دى أكتر من مصاب وصل وواحد بيزعق فى الواقفين: لو سمحتوا يا جماعة اللى مالوش دور هنا يمشى عشان الزحمة ..
الولد اللى كان مصاحبنا دخلنا وسط الدايرة للمستشفى .. كان معايا شنطة اديتها لواحد من الدكاترة سألنى ايه ده؟ قلتله : على أسماء الأدوية اللى معايا .. أخد منى الشنطة بابتسامة وقالى شكراً.. خرجت من الدايرة ولفت نظرى صورة مصاب نايم على الآرض عنده اصابة شديدة فى وجهه واتنين من الدكاترة بيسعفوه ..

كنا محتاجين نتوجه للمتظاهرين المتكتلين فى أول شارع محمد محمود.. لقينا انه مش هينفع نخترق الزحام .. قولنا خلاص ندخل من شارع التحرير ونلف من الممر الواصل بين الشارعين واللى بالمناسبة فيه المستشفى الميدانى اللى ورا هارديز واللى كنا سمعنا انه اتضرب بالقنابل فى اليوم السابق بشكل بشع لأن كان عندى زميلتى دكتورة موجودة هناك ومن رحمة ربنا انها خرجت سليمة .. مستشفى عباد الرحمن دى عبارة عن مصلى أصلاً وسط 3 عمارات فى منطقة مربعة وليها مدخل واحد فقط.. الأمن الكلاب رموا المستشفى بالقنابل على المدخل ومنعوا أى حد يخرج طبعا الدخان ملا المكان بشكل عنيف والكل اتحبس جوا من دكاترة ومصابين لا عارفين يخرجوا ولا عارفين يتنفسوا .. زميلتى كانت خرجت بأعجوبة وكنا ليلتها بنحاول كلنا نكلمها لما سمعنا بالخبر والمرة اللى ردت فيها عليا قالتلى كلمتين وهيا بتعيط: أنا خرجت .. هاقفل دلوقتى .

المهم مشينا فى الشارع وبدأنا نحس بتأثير الغاز الفظيع جدا على عيونا وأنوفنا .. عينيا بدأت تدمع بشكل غزير ورشح قوى جداً من الأنف .. بدأنا نرش على وجوهنا من محلول الميكوجيل .. الناس لما شافت معانا كمامات استسمحونا اننا نديهم منها .. بدأنا نوزع الكمامات على الناس لحد ما وصلنا لمكان المستشفى .. المكان كان فاضى تماما.. حاولت اتخيل المنظر كان عامل ازاى قبل ما يتضرب .. المهم اننا سلمنا الحاجات اللى كانت معانا للناس وبعدين خرجنا من المنطقة بسرعة .. الغاز بصراحة كان صعب جداً .. مش قادرة اتخيل امال اللى بيكونوا فى مواجهته اول ما يتضرب بيبقى عامل ازاى ؟!!

رجعنا لمنتصف الميدان وبعدين زمايلى اللى معايا قرروا يمشوا .. قولنا نعدى على مستشفى عمر مكرم نسألهم اذا كانوا محتاجين حاجة تانية نبقى نجيبهالهم تانى .. فى وسط الميدان وقفت وحاولت ألقى نظرة سريعة على المكان كله.. منظر الناس المنتشرة فى المكان مع صوت الضرب مع رائحة الغاز مع شكل الأرواب البيضاء للدكاترة والمصابين خلانى أحس احساس غريب.. حاولت ارجع بذهنى لصورة الميدان فى أحواله الطبيعية حسيت ان الصورة بعيدة اوى على التخيل ..
رجعنا لعمر مكرم وأحد زميلاتنا دخلت تسأل الدكاترة بالداخل عن اللى هما محتاجينه .. وقفنا بره وأثناء وقفتنا تقدم مننا رجل كبير فى السن .. قعد يتكلم معانا عن اجرام المجلس العسكرى وعن ضرورة رحيله .. عجبنى ان الراجل بيقول كلام بسيط بس واضح جداً بلا لبس أو رغى كتير.. حسيت قد ايه الناس البسيطة دى بتعرف تلخص المواضيع فى كلمتبن أحسن من ديباجة مليون واحد من اللى بيطلعوا فى التلفزيونات وقرفينا ليل نهار..
زميلتنا لأنها دكتورة قررت تبقى مع المستشفى واحنا كلنا كنا هانمشى .. حسيت انى مش عايزة اروح بالرغم من انى عارفه انا ماما أكيد هتكلمنى وانا قلتلها على مشوار مياخدش ساعتين ومكنتش عارفه حجة تانية اقولهالها.. بالرغم من كده قررت انى اطلع على الحزب تانى واستنى هناك شوية .. استنى ايه مش عارفه بس رحت .. واحنا فى الطريق قابلتنا مسيرة كان باين عليهم من شباب جامعة القاهرة جايين من ناحية القصر العينى.. ابتسمنا لرؤياهم وهما ماشيين يهتفوا فى الشارع متوجهين للميدان

لما وصلت الحزب دخلت على النت وبعدين فكرت ابعت على جروب الحزب لزمايلى انى موجودة فى الحزب ولأنه قريب من الميدان فلو حد محتاج حاجة هناك يبلغنى .. بدأت الطلبات تتوافد لحد ما كلمنى زميل ليا اسمه أحمد سامح.. قالى انهم فى المستشفى عندهم نقص جامد فى أدوات الجراحة وطلب منى حاجات معينة خيوط وحاجات تانية .. أخدت منه الطلبات ودونتها ونزلت .. قلت اروح على منطقة القصر العينى فيها محلات كتير أدوات طبية متخصصة لأن الحاجات دى مش هلاقيها فى الصيدليات العادية .. مشيت لهناك ودخلت اول محل صادفنى .. طلبت منهم الحاجات .. كان واضح طبعا انى باطلبها للميدان وهما غالباً كانوا متعودين أو متوقعين فمحدش علق وفهمونى على طول وكانوا متعاونين جداً وبيحاولوا يفهمونى أسماء الحاجات اللى انا كاتباها ومش فاهمة معناها.. مثلا يقولى دى عبارة عن مشارط والاسم ده معناه مقصات شريان وحاجات كده
J

بعد ما جمعت الحاجات وابتدوا يحسبوا تمنها اكتشفت انها غالية وخصوصا خيوط الجراحة والفلوس اللى كانت معايا مكانتش هتكفى .. فكرت اروح اسحب من آيه تى ام قريبة بس مكانش فيه .. الولد اللى واقف قالى شوفى أكتر حاجة محتاجاها ايه وانا هاعملك خصم J سعدت بالفكرة طبعا واتصلت بأحمد اسأله عن أكتر الحاجات اللى محتاجينها وبلغت بيها الولد.. حسبلى الحاجات وعملى الخصم واديته الفلوس وخرجت وجوايا احساس بالانتشاء .. مفاتنيش القط منظر الصليب اللى كان منقوش على ايده الشمال ..
وصلت الميدان تانى والجميل انى فى الطريق قابلت بنات تانيين ماشيين فى نفس الاتجاه للميدان وكل واحدة فيهم شايلة شنطة أدوية وأدوات
J الناس فى الشارع كانوا بيبصوا علينا ولسان حالهم عارف طبعا احنا رايحين فين.. أول ما وصلت كلمت أحمد قلتله أنا ناحية عمر مكرم .. قالى طيب انا جايلك. استنينى عندك.. وقفت استنيته لحد ما جه وكان معاه زميل تانى من الحزب ومعاهم بنت أول مرة أشوفها .. أخد منى الحاجات وبعدين كان معاه جرنان مكتوب على الهامش بتاعه أسماء أدوية وحاجات تانية.. ادانى الجرنان وقالى: بصى دى لسته أدوية تانية محتاجينها والدكاترة ادونا اساميها .. هاجر هنا صحفية زميلتنا روحى معاها هيا عارفه مكان هتجيب منه الحاجات دى. قلتله اوك وسلمت على هاجر ومشينا احنا الاتنين خارجين تانى من الميدان .. فهمت من هاجر انها صحفية فى جريدة التحريرفى قسم الاسلام السياسى وانها وزملاء ليها مجمعين فلوس هيشتروا بيها الأدوية وانهم هيجيبوها من محل فى السيدة زينب لأنهم اتعاملوا معاه قبل كده وبيساعدهم وبيدهم خصم كبير لأن صاحبه متعاطف مع الثورة .. هاجر بنوتة رقيقة وعسولة وبالرغم من ده شجاعة جداً فهمت منها انها بتطلع على خط النار كتير عشان تساعد باللى تقدر عليه. طلعنا على شارع الكورنيش وأخدنا تاكسى من هناك.. طبعا واحنا راكبين كنا بنتكلم فى الأحداث واللى بيحصل.. فى وسط الكلام لقيت هاجر بتقولى: أصلاً أنا دراعى الشمال واجعنى جداً ومش عارفه أحركه .. أخدت خبطة جامدة فيه نتيجة تدافع الناس وقت الضرب .. لاحظت أنا انها كانت طول الوقت تانية دراعها فعلاً.. قلتلها وفى ذهنى بتدور صورة صفا زميلتنا فى الحزب الثورية العظيمة اللى كان دراعها الشمال حصل فيه شرخ نتيجة لأن مجموعة من عساكر الشرطة العسكرية اتلموا عليها وضربوها بالشوم http://safaharak.blogspot.com/2011/11/tahrir-nov20.html:

يابنتى كده غلط لازم تروحى مستشفى تكشفى عليه لا يكون فيه شرخ أو كسر.. كانت رافضة وبتقول انها حاجة بسيطة ومش مستاهلة لكنى اصريت قلتلها ننزل عند القصر العينى قبل ما نكمل لحد السيدة زينب بس هيا برضه أصرت عشان منتأخرش على الناس فى الميدان .. قلتلها: خلاص نوصل ونقابل زمايلك واحنا راجعين حد يروح معاكى وحد ياخد الحاجة على التحرير ..
لما وصلنا وجينا نحاسب التاكسى اكتشفنا انه مكانش راضى ياخد مننا فلوس .. تقريباً سمعنا واحنا بنتكلم وبدافع وطنى بداخله شعر انه من العيب انه يحاسبنا.. أو أنا حسيت كده بس احنا فى الآخر اصرينا واديناه حسابه.
نزلنا وقابلنا أصحابها ورحت معاهم على المكان اللى هنشترى منهم .. عرفت ان كل زملائها هما صحفيات فى جريدة التحرير .. واحنا داخل المحل بنشترى دخل واحد عرفنا فبما بعد انه دكتور عيون .. لما أخد باله اننا بناخد حاجات للتحرير تقدم مننا وعرفنا بنفسه وعرض خدماته.. وقال انه مستعد لأى عمليات جراحية مجانية لأى مصابين وادانا نمرة تليفونه وعنوانه كان فى نفس العمارة وقالنا انشروا النمرة .. قلناله هنسيبها مع الدكاترة فى الميدان عشان يبعتولك أى حالة محتاجة لتدخل جراحى ..

د. عبد القادر عبد الحميد

طبيب عيون – مستلزمات عمليات

تليفون: 01221020200

خرجنا وهاجر رفضت انها تروح المستشفى تكشف برضه واكتفت بانها أخدت حبيتين مسكن ، وركبنا مرة تانية للتحرير .. سواق التاكسى المرة دى كان باين عليه ثورة ومتحمس للثورة. قالنا المفروض منمشيش من التحرير الا لما المجلس العسكرى يمشى
J
- مش أول مرة أقابل سواقين تاكسى مؤمنين بالفكرة دى - لما وصلنا كلمت احمد سامح تانى وجالنا وأخد مننا الشنط.. اتوزعنا على المستشفيات عشان نسلمهم الحاجات وأنا سيبتهم كلهم ورحت مع أحمد سامح.. قالى هاوصلك لباقى زمايلنا اللى هنا دلوقتى وأروح انا اوصل باقى الحاجات.. مشيت معاه لحد ما وصلت وفوجئت بكم كبير من زمايلنا بالحزب موجودين.. حسيت انى لقيت أهلى فى الميدان بصراحة .. وقفت معاهم وفضلنا متواجدين لحد الساعة 9:30 مساء تقريباً .. مكنتش ساعتها عايزة امشى بس كنت لازم اروح لأن ماما اتصلت بيا كتير وكل مرة كنت بالاقيلها حجة شكل .. موبايلى كان فصل شحن فعلياُ كمان وقلت لو حاولت تكلمنى ولقته مقفول هتنزعج أكتر.. سلمت على زمايلى وواحد منهم جه معايا يوصلنى للمترو لأن كان فيه تخوف من ان بداخل المحطة يكون فيه عناصر أمن أو جيش بتعتقل الناس زى ما حصل فى اليوم اللى قبله.. روحت على أمل انى انزل تانى يوم المليونية وأنا بافكر فى الحجة الجديدة اللى هاقولها لماما تانى يوم ...

Sunday, November 6, 2011

عدنان الصائغ - أغنيات على جسر الكوفة



لماذا يطاردنى الحزنُ
حين أكون وحيداً
بكل الشوارع ..
كل الحدائق
والمكتبات ...
وخلف زجاج المقاهى ...
فأبحثُ عنك ..

-------------------

أنسل للنهر وحدى..
أذيب هموم القصيدة فى الموج..
تطفو على السطح رغوة قلبى وأشربها ..
أيها المتعبون..
اشربوا نخب قلبى..
ثم أمضى مع الريح..
حيث الشوارع مغسولة برذاذ الصباح، ورائحة الناس والياسمين، وسرب الجميلات
حيث المصانع، والشجر المتطاول
حيث البلاد تفتح فى كل قلب:
سماء من اللازورد..
ونهر أمان ..
ومرج قصائد ..

-------------------------------------

من أين للعشب هذا الندى ؟
للنساء، التوهج .. ؟
والقلب أظمأُ من حجرٍ فى الطريق
قلت أرجعُ للبيت .. اذ يرجعُ الناس
أغفو على نجمةٍ ..
أو حصير ..
لعل الصباح الجميل، الذى سوف يأتى
سيمنحنى وردةً ..
أو كتاباً

---------------------


غداً..،
سأرتب أثاثَ عمرى كما أشتهى
أنفضُ عنها غبار الشجونْ
وأمسح عنها القلق
واصنع لى فسحة للهدوء،
وطاولةً للكتابةْ

-----------------------

Friday, October 28, 2011

فى الوقت بدل من الضايع

وكان دايمًا لما باشوفه ألاقيه مبتسم وعلى طول بيضحك... بيحب يضحك اللي حواليه ويفضل يناغش فيهم ويعاكسهم لحد ما يسمع الضحكة طالعة مجلجلة... مش بس الابتسامة
وكنت بأفضل مراقباه والابتسامة على وشي، وأفضل مستمتعة جدًا بفكرة تكهُن الخطوة اللي جاية.. وأول ما حدسي يطلع صح، تزيد الابتسامة
مع الوقت دقة التوقعات زادت، بقيت خايفة إن لو كل ردود الأفعال اتعرفت وكل الكلمات اتقالت الدهشة هتقل والبسمة هتروح...
ولما بدأ قلقي شوية بشوية يطغى على تركيزي، كانت أول مرة يجي ويكلمني

قالي: على فكرة كنت بأحب شكلهم أوي..
بصيتله باستغراب وقلتله: هما إيه؟!!
قالي: سنانك...لما كنتي بتضحكي كانوا بينوروا الدنيا..

محستش بنفسي غير وأنا باضحك بجد... باضحك من قلبي
-----------------

عارفه .. لسه فيه حاجات فى الحياة صعب الواحد يتوقعها .. الله يرحمه ..

---------------------


Sunday, October 2, 2011

واحشانى

حاجات كتير واحشانى

أولها انى ادخل فى المكان ده واكتب فيه

لما تلقى نفسك بقيت حد تانى غير نفسك وتستغربك

تقف وتتأمل كل اللى فات وتقول ياااااااه كل ده حصل امتى وازاى.. وليه

بتخليك تسأل نفسك انا مين فيهم؟ أنا اللى كنته زمان والا اللى بقيته دلوقتى؟

من لحظات شجن كتير بتعدى على الواحد ... مرجيحة أمل ويأس

يأس مضطر يواجهه، وأمل مش عارف يعمل حاجة غير انه يتمسك بيه

باحن كتير للحظات زمان ،، وأوقات زمان

ليه كل اللى جاى بيكون أصعب ؟؟

حاجات كتير واحشانى ،، أولها فستان أبيض صغير بكرانيش

وأرض خضرا وواسعة

وضمه ايد بتحضن ايدك وتطبطب عليها

وحلم جميل من ضمن أحلام كتير بتقع منك تتبعتر حواليك

مش بمزاجك.. أو حتى بخاطرك بتركنهم على جنب

وتفضل ماشى تسيب فى أحلام، وتتنازل عن أحلام، وتضيع فى أحلام،

المشكلة بقى انك لسه بتفضل تحلم ...

Wednesday, August 24, 2011

شرنقة

التباس الخيوط يعاند فتحات الضوء ..

بداخلها قد تنضج ..

أو تختنق ...

Friday, August 19, 2011

أول حضن

عارف انه أحياناً بيحصلى...

ان وانا قاعدة فى مكان اسرح واقول ياترى ممكن اقابلك هنا .. صدفة .. فجأة ..

كتير بادور عليك فى الوشوش والشوارع ..

بس بعد شوية بارجع اقول لنفسى والدموع فى عينيا.. وحتى لو حصل.. هوا اصلاً مش بيحبنى..

----------------

لو شفتنى صدفة فى الشارع متخليش دموعى تضعفك أو تأثر عليك ..

متاخدنيش فى حضنك عشان حضنك مش ليا.. وحضنى مش بتاعك ...

لأن اللى اتعود يدى هيفضل محروم حتى لو خد كتير ..

حضنى مش هايكبر فى حضنك ..

واتعلمت ان أول حضن لحد معرفوش..

الشرط الوحيد انه يكون محتاجه...

Saturday, August 13, 2011

جدران أخرى




حزن واحد فقط ...
يستطيع بسهولة أن يجتر كل أحزانى السابقة ويراكمها فوق صدرى فاختنق بها وتفيض عيناى بالدمع ..

اتذكر أخطائى القديمة واتساءل فى انهاك عن حجم فظاعتها..
ارتكب الآن أخطاءاً أكثر ..
ماذا يضيرنى من عدة أخطاء صغيرة قد تتضاءل أمام عظمة خطأى الأوحد ..
أو ربما تزيد..
لم تعد الفروق بينهم واضحة
ربما صرت أنا أكثر رعونة فهان كل شىء فى نظرى ..

تموت الفكرة فى منتصفها..
لا انتظر اكتمالاً..
ولا أعبأ كثيراً بالأمر قبل أن أقدم فيه..
اتصرف طبقاً لمنهج الاحساس ..
فابتهج، أو أنفر أو أضيق ..

أتوقف كثيراً أمام شعور بالخواء المفاجىء يجتاحنى مباشرة بعد كل لحظات الصفو والهناءة..
يتسع العالم فجأة ليضيق ...
يتركنى لأواجه حقيقة وحدتى ...
وحدى ...
أدرك خطورة ما أنا مقدمة عليه فلا أتوقف ...
ابحث عن المكان الذى أنتمى اليه فلا أجده ...

Saturday, August 6, 2011

خواطر عى هامش خارطة الحب


هل يمكن أن ننسج حياتنا فى أوراق؟ كما نسجت آنا لوحتها على النول؟


تشغلنا اللحظة..

تستغرقنا..

نندمج فيها فلا نجد وقتاً، ولا نستيقظ الا وقد مرت عليها آلاف اللحظات الأخرى..

ننظر الى الخلف وقد ترامت وراءنا الكثير من الدموع والضحكات والشهقات ..


..يؤلمنا مرور الزمن وتُشجينا الحكاية..

نتحسر ونندم على ما فات من أعمارنا لم يُكتب لنا أن نرصدها ...

لآخرين.. قد يأتون من بعدنا فيتوقفون أمامها .... ربما وجدوا فيها بعضاً مما يشبه حيواتهم حينئذٍ


فى التاريخ عبرة، وفى الماضى دائماً ما يفيد، وما يدهش أحياناً.. كثيراً


فى حياة كلٌ منا ما يستحق أن يُروى... أحداثاً قد تبدو صغيرة ..

أو مليئة بالتفاصيل..

قد تكون من الأهمية أو لا تكون..

ولكنها حتماً لأحدهم قد تُمثّل كلَ شىء ...


Friday, July 29, 2011

منطقية العبث

مشاهد متقطعة، لقطات مختلفة مجزّأة، بلا صوت، بلا رابط. تبدأ الحركة سريعة متوترة فى بعض المشاهد وفى البعض الآخر تهدأ وتخفت.
كان عليه أن يكوّن منها قصة ويجد بينها حلقة ربط مفيدة.
تنقصه الكثير من التفاصيل، الحوار غير مسموع والوقت ضيق.

كان ما رآه فى النهاية عبارة عن عدة مشاهد مجمعة بلا رابط، وفى الخلفية كان صوت الموسيقى يعلو فى أجزاء ويخبو فى أجزاء أخرى قد لا تتناسق مع طبيعة الحركة فيها.

Thursday, July 28, 2011

فى معنى أن أكبر

إنني أكبر وتكبر معي صداقاتي، يكبر بعضها كي يبقى، فيما يكبر قليل منها كي يذبل، لكن بم أشعر عندما تذبل صداقة قديمة أمام عينيّ، دون أن يكون لدي ما أفعله أو أقوله؟!بم أشعر حين أراها تتحلل يومًا بعد يوم، ليس بسبب سوء أحد أو شيء، بل لأنها لم تعد تملك ما يبقيها لأمد طويل؟! لقد كبرت إلى الحد الذي ينبغي معه أن تموت، ونضجت إلى الحد الذي بدأت تتغضن معه، واستوت على عرشها إلى الحد الذي لم يعد يمكنها معه أن تنحني كي تمر عليها الأسام المليئة بانشغالاتي ومللي وشكي وخيباتي،،،

أحيانًا تبدو لعيني كملكِ مخلوع يجلس كل يوم على كرسيه، ولا يفكر في شيء سوى أنه الملك، ولا يرى شيئًا سوى أنه الملك، رغم أن الحياة كل الحياة قد تغيَّرت، ولم يعد يحكمها ـ في داخلي على الأقل ـ ملوك أو حفاة، لم يعد يحكمها سوى الشك المتواصل، والرغبة الممضة ـ التي لا يفهمها إلا القلة ـ بالنأي عن كل شيء والاكتفاء بالصمت

------------------

فى معنى أن أكبر
ليلى الجُهنى

لسان حالى هذه الأيام

Monday, July 11, 2011

التجربة


كان ذلك من أكثر الأفكار جنوناً التى تملكتنى.. تلبستنى الفكرة وطغت على مخيلتى بكل تفاصيلها. كنت مدفوعة بقوة الرغبة فى التجربة نفسها، أنا التى طالما استهوتنى شطحات الأفكار وجاذبية المخاطرة لم يعيقنى سوى البحث عن الشريك الأمثل لتجربة مثل ذلك، كان يدور فى فلكى أشخاص كٌثٌر.. زملاء وأصدقاء فى محيط الدراسة والعمل.. فأيهم اختار؟ تأملتهم جميعا فلم أجد أياً منهم يصلح لتلك التجربة المقدسة..كنت أريدها تجربة منزّهة مجرّدة، ولم يكن يربطنى بأى منهم علاقة قد تصل لحد الاشتهاء

------

لا أتذكر على وجه التحديد تلك اللحظة العمرية الفاصلة أو الموقف المحدد الذى دفعنى الى تغير موقفى منها، من المرور العابر السطحى لدلالتها الوحيدة على الحب، الى الامعان فى تفاصيلها وتخيل أشكالها وتتبع دوافعها وأوقات تحيُّنها ومدى اشباعها وما تختزنه من مشاعر ومعانٍ وآثار تفيض بها على أرواح وقلوب من يباشرونها

------

كان يجب ان اختار شخصاً لا تربطنى به صلة قوية حتى لا يفسد ذلك الفعل مستقبل علاقتنا.. كيف يستقيم هذا مع ذاك؟!! كيف أختار شخصاً بالكاد أعرفه وفى نفس الوقت يمنحنى جاذبية تقبيله ؟!! أىُ شخص كنت انت؟ّ!! وأى رسالة أرسلتها اليّ ؟!! وأى صدى مشحون أرجعته داخل نفسى ؟!! وتعلمت الدرس الأول، ان للقبلة لا بد من دافع، ان يجبرك شخص ما على تقبيله هو انك توّد ان تبعث اليه هو بتلك الرسالة الشفهية وترغب ان تستقبل منه انت ايضاً رسالته..

------

هل كان ذلك التحول مفاجئاً كما تراءى لى ام كان تدريجياً؟ ربما كان مدفوعاُ من حالة اللاوعى الى الحالة الشعورية الواعية بعدة عوامل وأسباب غير مُفسّرة أو مُدرَكة جعلت من تلك اللحظة الفارقة تبدو كما لو كانت قد نبتت فجأة من عمر الزمن، شجرة ضاربة الجذور، ثابتة العود، متفرعة الأغصان، وارفة الأوراق، فكأنما كانت كل مراحل البذر والغرس والسقى والنمو بكل تفاصيلها قد حدثت فى خلفية ما على مشهد من عيون أخرى لم تلتفت نحوها عيناى وتتأملها الا عندما اشتاقت الى الظل

------

هل كنت تدرك ذلك عندما قبلتنى ؟!! هل دار بذهنك كيف جذبتنى غرابة وجنون الفكرة الى حد التفكير الفعلى فى تنفيذها؟!! هل تصورت كيف تسسللَت الى داخلى واستقرت فى محيط نفسى وروحى فلم اجد فيها غضاضة ولم أجهد نفسى فى التفكير فى كيفية استقبالها؟ او فيما ستؤول اليه نتائجها؟!!

------

كان ذلك عندما اشتعل فتيل الحب فى قلبى لأول مرة فكأنما أنار اشتعاله ايضاً بداخلى مناطق خفية مظلمة لم أتعرف عليها من قبل؟!! ذهب ذلك الحب سريعاً كما جاء ولكنه لم يحمل معه أثر ما خلفتّه بداخلى تلك الحاجة الى القُبلة، الى اكتشاف سحرها وسبر أغوار مكنونها والرغبة فى تجربة الحالة الشعورية التى تخلقها أثناءها وفيم بعدها..

------

كان يوماً عادياً كنت قد صرفت قبله النظر عن رغبتى شبه المستحيلة، أقف فيه مع جماعة من الأصدقاء فى صحن الفناء الجامعى حتى رأيتك.. استغرقتنى دقيقة واحدة حتى تعاودنى الفكرة وتراودنى الرغبة.. دقيقة واحدة بعد تعارف قصير كنت اجذبك فيها من يدك الى تلك البقعة المختفية نوعا وأسّرُ اليك برغبتنى.. همست لك: قبّلنى، وانتظرت انت أيضاً دقيقة واحدة فقط نظرت فيها الى عينى مباشرة ودون الخوض فى تفاصيل كثيرة شعرت بطعم أنفاسك فوق شفتى..

------

هل خبرت يوماً كيف تندفع موجة هائجة نحو الشاطىء الصخرى فى يوم مضطرب فتتكسّر فوقه؟ هل تساءلت يوماً عن ماهية الاحساس الذى يخلفّه تحليق الطيور فى السماء البعيدة واختراقها للسحب؟!! هل تعلم ذلك الشعور الذى يتسلل اليك بعد حقنك بالمادة المخدرة استعداداً لأجراء عملية جراحية، لحظة ان تتخدر فيها أعصابك رويداً رويداً وتستسلم لذلك المسح الهادىء الطافى فوق خلاياك ؟!!

-------

فتحت عينى شاعرة بأنفاسى لا تزال تتهدج، يعلو فيها صدرى ويهبط.. وكنت أنت أيضاً مثلى.. التقت عيوننا بابتسامة أدهشتنى.. أفلتنى من بين ذراعيك ومرت لحظة وقفت أمامها أفكر.. كيف سأحاول ان أشرح لك مبرراتى.. أن أعرض أمامك كيف سلكت الفكرة طريقها الى نفسى وكيف تشكلّت بداخلى عناصر التجربة وعواملها.. وبدلاً من ذلك وجدت نفسى أسألك: لماذا قبلتنى؟ وكان عليّ فى تلك اللحظة ان اتقبل نصيبى من الدهشة

Sunday, July 3, 2011

متتالية ألم

مثل لعبة مثيرة، جذّابة وبرّاقة
يقبلُ عليها الأطفال بشغفِ الدهشةِ الأولى
يتأملونها من كل الزوايا
تعبث أصابعهم بها
يلهون بها لفترة
حتى يملّون
فينصرفون عنها
تاركينها على الأرض
مفتتةَ الأجزاء
تنزف

Saturday, July 2, 2011

هويّة

وحيدةٌ، مشردة ٌوضائعة
كريشةٍ هائمةٍ تتقاذفُها الرياح
التمسُ سطحاً أعرفه
التصقتُ به حتى سأمنى، فلفظنى
هذه المرة لم أتبعثرْ فى الهواء
سقطتُ على الأرض
تتدافعُنى الأقدام

Thursday, June 30, 2011

قناعات مميتة

الظلال، تؤلمه وتعذبه.. كان ذلك عندما كان طفلاً، لا يستوعب كثيراً ذلك الكائن الهلامى الأسود اللون الذى يقلده فى كل ما يفعل. يسير فيسير معه ومع ذلك لا يسمح له بادراكه أبداً. يلتفت خلفه ليمسكه، فيهرب الى الناحية الأخرى، يقفز فوقه ليطأه بقدمه، فيبتعد عنه بمسافة خطوة. بعد أن يمّل ويتعب يجلس وقد ادركه الوهن والضيق. ينظر اليه بغيظ، ينتظر أن يفارقه فلا يفعل، حتى يضطر الى أن يستسلم له ويمضى بيأس تاركاً اياه يجرجر نفسه وراءه.

"فى الحياة الكثير من المسلّمات التى يجب أن تقبل بها"

ظل طيلة حياته يحاول أن يستوعب ذلك ولكنه فشل. أصبح يكره صورته المنعكسة فى عيون الآخرين، شخصاً متمرداً لا يقبل الخضوع لقواعد أو قوانين. " ما من علاقة فى الحياة يمكن أن تستمر بعشوائية" هذا ما أخبروه به، ولكنه يرفض أن ينصاع لأحد. شىء ما بداخله يرفض أن يقتنع برأى أجمع عليه الآخرون. كان يريد أن يصبغ على الأشياء لوناً وحياةً وحركة.. فليست كل الأشياء سوداء وحزينة، ولا ينبغى لها أن تُسلم قيادها لآخر.

" فى الحياة الكثير من المسلّمات التى يجب أن تقبل بها والا ستفزع"

عندما هجره الجميع أصبح وحيداً. جلس يتذكر ما أخطأ فيه، ربما وجد سبيلاً الى العودة. لفت انتباهه حركة ما من ورائه، كان ظلاً أسوداً كبيراً ظل يقترب منه فى سرعة مخيفة. أصابه الفزع.. قام يبتعد، لكن الظل أصر على أن يتبعه، يهرب منه فيدور حول نفسه مناوراً ثم يعود ليتقدم فى اتجاهه، صرخ.. وجرى بعيداً. كان الظل يكبر وينتشر، أصبح محاصراً وشعر بأنفاسه تضيق

" فى الحياة الكثير من المسلّمات التى يجب أن تقبل بها والا ستفزع وقد يؤدى ذلك الى الموت"
-----------------------------------------------------------
ارتجالة على قصة (عيد ميلاد انفانتا) من كتاب حكايات من اوسكار وايلد - سلسلة روايات مصرية للجيب - ترجمة د. أحمد خالد توفيق

Sunday, June 26, 2011

رغبة أزلّية

كانت سعيدة بكل ما حولها
الفضاء الممتد الى ما لا نهاية
الخضرة المترامية من حولها
سيقان الأعشاب الطويلة
الزهور الصفراء والحمراء والبرتقالية المنمنمة المتأرجحة تحت أزيز نحلاتٍ صغار
أشعة الشمس التى لم تبخل عليها يوماً بالدفء والحنان
الكثير من اصدقائها يشاركنها اللهو والمرح
ولكن بالرغم من كل ذلك كانت تدرك أنّ شيئاً ما لا زال ينقصها

فى ذلك اليوم الأبدّى
تسلقت ربوة عالية
القت نظرة على ما خلّفته
بدأت فى الركض السريع
ثم فتحت جناحيها للريح
وطارت

Tuesday, June 21, 2011

خارج الاطار

استيقظت من النوم مساءاً

اطفئت النور

عدّلت من وضعية الفرش المرتب فوق السرير

أعددت فطوراً سريعاً ووضعته فى الثلاجة ثم تناولت بعض الماء

بنظرى أقيس المسافة بين المكتبة والطاولة

وضعت كرسياً هناك وجلست بجواره على الأرض اضم رأسى بيدى الى قدمى

ينبهنى رنين الهاتف

التقط الطرف الآخر

انتظر لثوان قبل أن أجيب

(استنيتك كتير وانتى اللى ما جيتيش )

ارتجالة عن فيلم الانيميشن الفرنسى القصير
Skhizein
http://www.youtube.com/watch?v=wUITvuX8ruc

لا مكان

"علاقتى بالمكان هى فى حقيقتها علاقة بالزمن
أنا أعيش فى بقع من الوقت، بعضها فقدته وبعضها املكه لبرهة ثم أفقده لأننى دائماً
(بــ (لا مكان"
-----------------------------------------





تتنامى الى مسامعى أصوات أجراس الكنيسة القريبة فى صباح ذلك اليوم الهادىء

الشوارع المنحدرة والصاعدة بطول المدينة، نظيفة تماماً

البيوت القصيرة والصغيرة المتناثرة والمتلاصقة، تحفها حدائق صغيرة مرتبة

النوافذ المتعددة بستائرها الرقيقة وأحواض الزهور المنتشرة حولها

هبات هواء لطيفة تطيّر أوراق الأشجار الخضراء والصفراء والبنية المتناثرة على الأرض وتبعثرها من حولى

أطفال صغار بعيون ملونة وبشرة بيضاء وشعور شقراء يمشون فى صف طويل فوق الرصيف المقابل متشابكى الأيدى بخطوات طفولية متأرجحة فى طريقهم الى المدرسة

سيدات أنيقات يدفعن أمامهن عربات أطفالهن الصغار أثناء تمشيتهن الصباحية تحت أشعة الشمس

من حين لآخر يمر من تحتى راكبوا الدراجات بخوذاتهم السوداء الضخمة وآخرون يمارسون طقوسهم الصباحية فى الركض بزيهم الرياضى الجذاب


من داخل شرفتى أتابع المشهد بروتينية، يتصاعد بداخلى احساس بالفراغ وثمة غصة فى الحلق لا أقدر على ابتلاعها. تتضاءل أمامى الصورة تدريجياً لتحل محلها صورة أخرى بشوارع صاخبة مزدحمة ووجوه سمراء ضاحكة وبيوت ساهرة لا تنام


من داخل شرفتى أخطو للداخل، احكم اغلاقها وفرد الستائر جيداً. أتناول حقيبة سفرى الكبيرة جداً وأغادر


------------------
نشرت هذه التدوينة ضمن كتاب أبجدية ابداع عفوى- كتاب ال 100 تدوينة
صفحة 272

يمكن تصفح الكتاب الكترونياً هنا وتحميله


لينك مدونة الكتاب