Sole Music

Friday, March 27, 2009

حنين



"سوسة سوسة سوسة .. سوسة كف عروسة.. سوسة واللى يصقف.. يستاهل منى بوسة ... يستاهل منى بوسة"

ياااااااه معقولة.. اصابتى حالة من الذهول المصحوب بالفرح وانا باستمع للصوت العذب لعفاف راضى وهو بينساب من جهاز الكاسيت امامى.. قعدت جنبه مستمتعة بسماعى للأغنية العيالى اللى كان بقالى زمان مفتكرتش انى سمعتها أو جت على بالى.. الحكاية كلها انى كنت بدور على شريط فاضى اسجل عليه وقلت أجرب كمية الشرايط الهائلة الموجودة فى المكتبة واللى محدش بيستخدمها يمكن الاقى اى واحد فاضى أو مفيش عليه حاجة مهمة اقدر امسحها واعيد تسجيل

متخيلتش انى وسط الكم ده ممكن بالصدفة الاقى شرايط لأغانى الأطفال بتاعة زمان اللى ياما كنت باسمعها وانا صغيرة واللى عشت عليها سنين من حياتى واللى فى فترة من الفترات كانت هيا وسيلة استمتاعى بالحياة والبذرة اللى حركت جوايا حبى للأغنية الجميلة والكلمة الحلوة واللحن الرشيق.

بلهفة اللى عثر على كنز ثمين فضلت أجرب شريط ورا التانى ومع كل أغنية جديدة باكتشفها كانت بتترسم قدام عينى صورة قديمة لمشهد واقعى عشته من حياتى

" فتحى يا زهور فتحى.. واضحكى للنور وافرحى... وافتحى قلبك افتحى ..  "

بنت صغيرة بضفاير ماسكه فى ايد اختها وبيدوروا ويلفوا سوا بفرح طفولى وهما بيسمعوا الأغنية وبيغنوا معاها وبيحاولوا يقلدوا استعراضات الأطفال اللى كانت بتيجى فى أوبيريتات التليفزيون فى مناسبات أعياد الطفولة

 

" الليلادى عيد ميلاد أختى الحبيبة ... يبقى عيدى وعيد لماما وعيد لبابا"

ناس كتيركبار وصغيرين متجمعين حوالين تربيزة كبير عليها تورتات وحلويات كلهم بيغنوا الأغنية وبيصقفوا بيحتفلوا معايا بعيد ميلادى وأنا عينى على التورتة الكبيرة اللى فى النص المليانة شموع ومستنية انى أطفيها وفرحانة بالهدايا اللى جاتلى وماما وبابا وهما بيبوسونى على خدى وبيقولولى كل سنة وانتى طيبة

مشاهد كتير ولقطات متقطعة سرحت وياها وافتكرت قد ايه كانت ايام جميلة .... افتكرت لما كنا بنعيط أنا وأختى لماما وبابا عشان يشترولنا الشرايط دى لأنهم هما اللى عودونا عليها وكانوا بيهتموا بينا ويشجعونا اننا نسمعها، وازاى كنا نقضى يومنا ما بين الأغانى أو الفرجة على التليفزيون على برامج الأطفال والكرتون  ولعبنا الصغيرة البسيطة.

استغربت ان ممكن أغنية بسيطة زى اللى سمعتها ممكن تجر وراها الكم الهائل ده من شلال الذكريات رجعتنى لمشاعر ود جميلة كانت بينى وبين أختى ، وذكرى لأصحاب حقيقيين كانوا مالين عليا دنيتى، وحنين غريب لأيام بريئة كلها فرحة وغنا مفيهاش تعب اعصاب ولا توترات ولا شيل مسؤليات.

 بس فرحت أكتر لما لقيت نفسى لسه فاكرة الأغانى كلها كلمة كلمة بعد أكتر من 20سنة وباغنيها زى ما اكون لسه سامعاها امبارح.. وصدقت ان أكيد فى حياة الانسان اوقات جميلة بتعدى عليه بيعيشها من غير ما يسأل أو يستناها وانه ازاى ممكن فجأة ينسى وجودها فى حياته وتأثيرها عليه ولكن لأنها كانت لحظات صفاء حقيقية  فبيفضل جواه حنين ليها بيشده كل ما يفتكرها عشان يلمس جواه ويرعش فى قلبه. 

1 comment:

أحمد فضيض said...

تدوينة جميلة جدا :) وتهنئة متأخرة جدًا بعيد ميلاد سابق!!!

أنقى الذكريات هي ذكريات الطفولة فعلا، بتفيد وقت الشدة، وبداخل كلّ منا كما يقولون طفل يتحكم فينا أحيانًا :D