هذه رسالتى الأخيرة اليك... كثيراً ما تساءلت كيف ستكون رسالتى الأخيرة.. هل ستكون رسالة حب، رسالة عتاب أم رسالة وداع ، ولكن لم أتخيل ابداً أن تكون رسالتى الأخيرة هى رسالة اعتذار.
نعم أعتذر ... أعتذر لأنى لم أحبك... ليس لأنى لم أحبك كما يجب أو كما أردت أنت أن أحبك ، ولكن لأنى لم أحبك مطلقاً. نعم الآن فقط اكتشفت هذه الحقيقة.. تسألنى كيف عرفت ؟ أنا الآن أدرك تماماَ أننى لم أحبك لأننى أحببته هو، أدرك حقيقة شعورى الآن مقارنة بما كنت أشعر به معك... والفارق كبير..
بعد أن تركتنى تباينت بداخلى المشاعر والأحاسيس، فى البداية كان الصمت والمفاجأة... لماذا ؟ سؤال راح يلح على عقلى كثيراً ... هل فشلت فى أن أحبك كما تريد أنت ... أم أنك لم تشعر بى يوماً ... أم أنك شعرت بى ولكن تعمدت أن تتجاهلنى!
قادنى هذا الشعور بعدها الى الغضب الشديد.. كيف عشت أياماً طويلة أحلم بها معك فى حين كنت أنت لا تبالى... أحلامى باليقظة والمنام.. آمال ومشاريع وطموحات تجسدت امام عينى وغرقت فيها بكل تفاصيلها فكان كل ذلك وهماً كبيراً.. بعدها كان النسيان هو ملاذى ومهربى... لم أتعمده فهو كان لا بد أن يأتى...
أما الآن بعد أن عرفته هو... بعد أن تحرك بداخلى ذلك البركان الثائر المجنون من جديد... أستطيع الآن أن التمس اليك العذر... أن اسامحك ... بل أن ارسل اليك رسالة اعتذارى هذه فلم أعد ألومك... نعم عرفت انى لم أحبك.. هل تعرف لماذا؟
لم أحبك لأننى كنت أراك شيئاً عظيماً وكبيراً ومبهراً ... وأمامك شعرت بضآلة نفسى... تصورت أن هذا هو قمة ما أطمح اليه... وحاولت أن أعبر اليك بكل الوسائل والمحاولات لأكون جديرة بك، ولكن معه هو لم أشعر برغبة فى القتال ... لم أفكر بقواعد أو بقوانين المعادلة... لم أحسب بالزائد والناقص... لم أبنى خططاً ولم أبحث عن عوامل مساعدة لاتمام التفاعل... فقط تسلل حبه الىً وسبر أغوار نفسى ... وجدته بداخلى دون أن أسعى الى ذلك... تقبلته كما هو فهو ليس عظيماً جداً ولا مبهراً جداً بل هو فقط.... ببساطة وهدوء أحببته.
لم أحبك لأننى كنت أبحث عنك فى كل مكان... فلما تصورت أنى وجدتك أغدقت عليك كل مشاعرى وآمالى المؤجلة... تركتها تنمو وتزدهر... غذيتها بكل ما ملكت روحى من رغبة واصرار... قاومت اللحظة وعاندت الموقف وأقحمتك على قلبى وعقلى. أما هو فلم أبحث عنه ... لم أشأ أن أخوض غمار التجربة من جديد وبالرغم من ذلك أصر هو دون أن يدرى على أن يغرينى باعادة المحاولة... معك أنت حاربت كى أصل اليك ففشلت... ومعه هو استسلمت لشعورى نحوه فنجحت.
لم أحبك لأننى بعد فراقك تألمت... ندمت على ما كان منى نحوك... وعانيت من آثار حبى لك، ولكن معه هو أشعر بأنى لن أتألم... حتى لو تركنى ... حتى لو لم يشعر بى ويمنحنى حبه... ليس لأنى ألفت الفراق واعتدته، ولكن لأنى لم أعد أبخل بمشاعرى فهو يستحق... ।
تألمت معك لأنى منحتك الحب واللهفة ولم أحصل على شىء... وسعدت معه لأنى منحته الحب والصدق فمنحنى السكينة وصفاء النفس