لا أشعر بالحزن... اتعجب لذلك الشعور الآن.. كيف أصبح؟ ماذا يعنى؟
أبحث عن الدموع فلا أجدها.. أبحث عن احساس بالأسى فيفر منى كما تفلت الماءَ الأصابعُ..
هل كان يجب أن أتذلل وأخضع لك كل هذا الخضوع حتى أتيقن من عدم جدوى قصتنا؟ هل كان يجب أن تواجهنى بالنهاية قاسية عنيفة لأقتنع؟ بأن ما بيننا قد انتهى.. ألم يكن يكفينى ما حاولت أن تبلغنى اياه بالرفق تارة، وباللين تارة أخرى حفاظاً على مشاعرى... وقتها كنت أدرك بنصف عقل ونصف وعى أن ما بيننا فى سبيله الى نقطة نهاية، لكنه لم يصلها بعد..
وقتها كنت أجد للحزن مبرراً وللدموع مغزى.. كانت تأتينى سهلة واضحة لتخبرنى أن ثمة طريق للنجاة لا يزال تائهاً، ينبغى فقط أن نبذل جهداً اضافياً للبحث عنه.. ولكن هذه المرة الأخيرة كنت واضحاً.. هل كان يجب أن تُغّلف ذلك الوضوح بتلك القسوة المقنّعة بأنه لا سبيل للبقاء؟ وأن كل شىء.. قد انتهى..
فى هذه اللحظة فقط أدركت مصير ذلك الطفل الذى أنجبته منك... ذلك الطفل الجميل الذى نما فى داخلى واخضر.. كان غذاؤه الأمل وشرابه الأحلام.. أسأل نفسى الآن ما الخطأ؟ ماذا يمكن للمرء أن يبذل من ضمانات لتحقيق أحلامه أكثر من أن يكون مخلصاً جداً وأميناً جداً وصادقاً جداً ؟
"عندما ترغب فى شىء ما بشدة ولا تدركه.. فاعلم أنك لم تبذل جهداً كافياً لاقناع نفسك بذلك"
كنت مؤمنة بها الى أن تيقنت الآن بأنه لا يكفى الحلم أن يكون مخلصاً.. لا يكفيه أن يكون مشروعاً بذاته .. حسن النية.. نبيل الهدف كضمان لتحقيقه. الحلم كالبذرة قد تكون نقية، عفيّة، خضراء، بداخلها تكمن كل احتمالات النمو، فقط اذا توفرت لها التربة الصالحة والمناخ المناسب.. فقط اذا وجدت من يحرص عليها فيعمل على تهذيبها وسقايتها من آن لآخر.. هكذا الحلم.. ان لم يجد من يرغب فيه ويوفر له عوامل البقاء.. يذبل ويموت
هل تعلم كم حباً خبرت؟ هل كنت الأول؟ أم ستصبح الأخير؟
خبرت حباً.. أحبنى وتوهمت أنى أحبه... ولم يكتب له البقاء
وخبرت حباً.. أحببته ولم أخبره.. ولم يكتب له البقاء
وخبرت حباً.. أحبنى بجنون وكرهته.. ولم يكتب له البقاء
وخبرت حبك.. أحببتك بكل كيانى وأخبرتك، وأخبرتنى أنك لا تكرهنى .. انك تتمنى حبى، ولكن ثمة أسباب أخرى تمنعك.. ولم يكتب له البقاء
كم حباً يجب أن يخسره المرء حتى يدرك حباً يدوم؟
وكم حباً يبذله المرء ويظل بداخله شيئاً بعده من قوة يمكن أن يبذلها فى حب آخر؟
جفت المشاعر وطويت الأحلام.. وئد الطفل فى مهده قبل أن يُولد..
قول أخير:
" إن حباً تخطئه أقل قسوة وايلاماً من حب تتخلى عنه بيديك.. من حب تضطر مرغماً أن تتنازل عنه "
http://dinakhattab.tumblr.com/post/2501952414/nohareda-granada-marcel-khalife?ref=nf
No comments:
Post a Comment