Sole Music

Thursday, June 30, 2011

قناعات مميتة

الظلال، تؤلمه وتعذبه.. كان ذلك عندما كان طفلاً، لا يستوعب كثيراً ذلك الكائن الهلامى الأسود اللون الذى يقلده فى كل ما يفعل. يسير فيسير معه ومع ذلك لا يسمح له بادراكه أبداً. يلتفت خلفه ليمسكه، فيهرب الى الناحية الأخرى، يقفز فوقه ليطأه بقدمه، فيبتعد عنه بمسافة خطوة. بعد أن يمّل ويتعب يجلس وقد ادركه الوهن والضيق. ينظر اليه بغيظ، ينتظر أن يفارقه فلا يفعل، حتى يضطر الى أن يستسلم له ويمضى بيأس تاركاً اياه يجرجر نفسه وراءه.

"فى الحياة الكثير من المسلّمات التى يجب أن تقبل بها"

ظل طيلة حياته يحاول أن يستوعب ذلك ولكنه فشل. أصبح يكره صورته المنعكسة فى عيون الآخرين، شخصاً متمرداً لا يقبل الخضوع لقواعد أو قوانين. " ما من علاقة فى الحياة يمكن أن تستمر بعشوائية" هذا ما أخبروه به، ولكنه يرفض أن ينصاع لأحد. شىء ما بداخله يرفض أن يقتنع برأى أجمع عليه الآخرون. كان يريد أن يصبغ على الأشياء لوناً وحياةً وحركة.. فليست كل الأشياء سوداء وحزينة، ولا ينبغى لها أن تُسلم قيادها لآخر.

" فى الحياة الكثير من المسلّمات التى يجب أن تقبل بها والا ستفزع"

عندما هجره الجميع أصبح وحيداً. جلس يتذكر ما أخطأ فيه، ربما وجد سبيلاً الى العودة. لفت انتباهه حركة ما من ورائه، كان ظلاً أسوداً كبيراً ظل يقترب منه فى سرعة مخيفة. أصابه الفزع.. قام يبتعد، لكن الظل أصر على أن يتبعه، يهرب منه فيدور حول نفسه مناوراً ثم يعود ليتقدم فى اتجاهه، صرخ.. وجرى بعيداً. كان الظل يكبر وينتشر، أصبح محاصراً وشعر بأنفاسه تضيق

" فى الحياة الكثير من المسلّمات التى يجب أن تقبل بها والا ستفزع وقد يؤدى ذلك الى الموت"
-----------------------------------------------------------
ارتجالة على قصة (عيد ميلاد انفانتا) من كتاب حكايات من اوسكار وايلد - سلسلة روايات مصرية للجيب - ترجمة د. أحمد خالد توفيق

Sunday, June 26, 2011

رغبة أزلّية

كانت سعيدة بكل ما حولها
الفضاء الممتد الى ما لا نهاية
الخضرة المترامية من حولها
سيقان الأعشاب الطويلة
الزهور الصفراء والحمراء والبرتقالية المنمنمة المتأرجحة تحت أزيز نحلاتٍ صغار
أشعة الشمس التى لم تبخل عليها يوماً بالدفء والحنان
الكثير من اصدقائها يشاركنها اللهو والمرح
ولكن بالرغم من كل ذلك كانت تدرك أنّ شيئاً ما لا زال ينقصها

فى ذلك اليوم الأبدّى
تسلقت ربوة عالية
القت نظرة على ما خلّفته
بدأت فى الركض السريع
ثم فتحت جناحيها للريح
وطارت

Tuesday, June 21, 2011

خارج الاطار

استيقظت من النوم مساءاً

اطفئت النور

عدّلت من وضعية الفرش المرتب فوق السرير

أعددت فطوراً سريعاً ووضعته فى الثلاجة ثم تناولت بعض الماء

بنظرى أقيس المسافة بين المكتبة والطاولة

وضعت كرسياً هناك وجلست بجواره على الأرض اضم رأسى بيدى الى قدمى

ينبهنى رنين الهاتف

التقط الطرف الآخر

انتظر لثوان قبل أن أجيب

(استنيتك كتير وانتى اللى ما جيتيش )

ارتجالة عن فيلم الانيميشن الفرنسى القصير
Skhizein
http://www.youtube.com/watch?v=wUITvuX8ruc

لا مكان

"علاقتى بالمكان هى فى حقيقتها علاقة بالزمن
أنا أعيش فى بقع من الوقت، بعضها فقدته وبعضها املكه لبرهة ثم أفقده لأننى دائماً
(بــ (لا مكان"
-----------------------------------------





تتنامى الى مسامعى أصوات أجراس الكنيسة القريبة فى صباح ذلك اليوم الهادىء

الشوارع المنحدرة والصاعدة بطول المدينة، نظيفة تماماً

البيوت القصيرة والصغيرة المتناثرة والمتلاصقة، تحفها حدائق صغيرة مرتبة

النوافذ المتعددة بستائرها الرقيقة وأحواض الزهور المنتشرة حولها

هبات هواء لطيفة تطيّر أوراق الأشجار الخضراء والصفراء والبنية المتناثرة على الأرض وتبعثرها من حولى

أطفال صغار بعيون ملونة وبشرة بيضاء وشعور شقراء يمشون فى صف طويل فوق الرصيف المقابل متشابكى الأيدى بخطوات طفولية متأرجحة فى طريقهم الى المدرسة

سيدات أنيقات يدفعن أمامهن عربات أطفالهن الصغار أثناء تمشيتهن الصباحية تحت أشعة الشمس

من حين لآخر يمر من تحتى راكبوا الدراجات بخوذاتهم السوداء الضخمة وآخرون يمارسون طقوسهم الصباحية فى الركض بزيهم الرياضى الجذاب


من داخل شرفتى أتابع المشهد بروتينية، يتصاعد بداخلى احساس بالفراغ وثمة غصة فى الحلق لا أقدر على ابتلاعها. تتضاءل أمامى الصورة تدريجياً لتحل محلها صورة أخرى بشوارع صاخبة مزدحمة ووجوه سمراء ضاحكة وبيوت ساهرة لا تنام


من داخل شرفتى أخطو للداخل، احكم اغلاقها وفرد الستائر جيداً. أتناول حقيبة سفرى الكبيرة جداً وأغادر


------------------
نشرت هذه التدوينة ضمن كتاب أبجدية ابداع عفوى- كتاب ال 100 تدوينة
صفحة 272

يمكن تصفح الكتاب الكترونياً هنا وتحميله


لينك مدونة الكتاب

Friday, June 17, 2011

فيزياء الجسد

"تحتاج الحرارة لوسط تنتقل فيه،

ترتفع حرارة الأجسام باكتسابها للطاقة، يظل الجسم محتفظاً بها حتى يتلامس مع جسم آخر،

قد يكون أقل حرارة منه فيفقدها، أو أكثر منه فيكتسبها،

ولكنها أبداً باقية لا تضيع"



اتوقف عن القراءة وأقوم مسرعة،

ادخل عليه فى فراشه.

الامس بيدى جسده فأجد الحرارة لا تزال مرتفعة،

ارقد بجواره وأحتضنه.

Wednesday, June 15, 2011

عبث الأفكار (4



قال لى انا قلم، فقلت له وأنا حكاية، فاكتبنى *


************

ويُعلّمُنى الحب فى كل مرة أنه ذنبٌ لا يتحمّل أوزاره أمثالى، وجريمة استحق أنا فقط عنها

العقاب

***********

لماذا لا يتوقف الزمن عند البدايات وينسحب دائماً حتى النهاية؟


***********

أليس من الأفضل أن نعيش بدون قلوب ؟!! فلا نحب أو نكره .. أو نشعر بألم ..


* من وحى رواية "فى ديسمبر تنتهى كل الأحلام" - لأثير عبد الله النشمى

وعشان

شباك فى السما


وعشان كنت واحشنى اوى، جبت سلم ومقص

طلعت على السلم، وقصيت بالمقص فتحة كبيرة فى السما،

ووقفت اتفرج عليك وانت نايم مع الملايكة


هدية صباحية


وعشان الشمس هيا أول واحدة بتصحى الصبح بدرى،

قررت تهاديهم

هتصحيهم بشويش،

وتدى كل واحد فيهم حبة نور

Sunday, June 12, 2011

مُهادنَة


أرجحٌ الاحتمالاتِ الطيبةَ لكل السّوءِ الذى حدث.
المحبةٌ خدعة
والحنانُ مشبوه
لكننى - رغمِ حدّةِ الألم - سأستمرُ فى تصديقِ ما لا أراهٌ"

Friday, June 3, 2011

شايفة الضلمة

تنسحب من النور شيئاً فشيئاً لتجلس فى الظلام،
ينير الظلام خيالها، ترى فيه صوراً وأحلاماً،
فى النور يكون كل شئ واضحاً، وهى تعشق الغموض، تبتسم فى نفسها وهى تعرف أن ما تفكر فيه الآن لا يعرفه أحد،
النور، ينعكس على أسطح المرايا وصفحات الماء، لا يتوقف عن التنقل، جزء منه يُمتص ويبقى البعض الآخر، يرحل آخذاً معه كل الألوان، يسقط على هذا السطح أو ذاك فيفقد بعضاً من مذاقه وخصوصيته،
فى الظلام تحتفظ الأشياء بخصوصيتها، وهى تحب الامتلاك وتكره الفقد،
فى الظلام تستطيع أن ترى أفضل، هى لا تحتاج للضوء لكى ترى كيف أن أشخاصاً كثٌر حولها يبدون أفضل حين يظنون أن لا أحد يلاحظهم،
اذا سرحت أو تنبهت فلن يبدو الفرق واضحاً للدرجة،
فى الظلام يظنون أنهم لن يُروا، ولكنها أصبحت ترى فى الظلام أكثر..