Sole Music

Sunday, September 20, 2009

لماذا



لم اتصور للحظة بل لم يخطر على بالى قط فى اشطح لحظات احلامى ان يحمل قلبى مشاعراً لك انت بالذات... انت يا من لم اتوقع رؤيته ولم اراك فى احلامى ولم اعرفك من قبل... انت يا آخر انسان على وجه الأرض يمكن ان افكر فيك او اتصور ان احمل لك قطرة من عشق.. كثير من لحظات جنونى تجتاحنى وارى فيها تطاولا وتجاوزا ينحرف عن مسار الواقع والحقائق والطموحات ولكن هذه المرة فاقت كل التوقعات.. لماذا انت وكيف انت ؟... بالرغم من اختلافك التام الا اننى اعجز عن ان امحوك من ذاكرتى ... ان اتوقف عن البحث بداخلها عن صورة ربما حملتها لك.. عن كلمة ربما نطقتها باسمى... عن ابتسامة ربما لمحتها تتناغم فوق شفتيك... اهتز لك قلبى من قبل ان اعرفك .. تلك اللحظة عندما رأيتك فجأة وكأنما ساقك القدر لى دونما اتفاق.. عند تلك اللحظة التى قد تكتشف فيها تواصلا قد تم من قبل اللقاء ... فى اقصى ارجاء الأرض ربما فى نقطة شاهدة فاصلة يصعب على فى اقصى طموحاتى ان اتوقع ان التقيك فيها.. على كل تلك المسافات والأبعاد والارتفعات... فى موقع ربما لم تكن لـتطأه قدماى من قبل وربما تمر بعده جميع سنوات عمرى القادمة دون ان تعبره ثانية.. ولكنك فى تلك النقطة بالذات وفى تلك اللحظة بالذات وفى ذلك العمر بالذات تجتاحنى.. حضورك فاجأنى اربكنى القانى فى دوامة من شتات... جعلنى محاصرة بين حضورك القوى النابض بداخلى وبين رغبتى فى البعد عنك والهرب منك... فى التفكير فى تلك اللحظة الاولى التى تسللت فيها الى كيف كانت ومتى كانت.. هل قصدتها ام انها كانت ذلك القدر المرسوم لكل منا .. ان تلقانى هناك وان القاك.. بكل هذا الزخم العنيف القابع على عقلى وكل تلك الدفقات المتتابعات التى تصب داخل قلبى وروحى...

بالرغم من كلماتنا المعدودة وجملنا القاصرة الا انك نجحت فى اصابتى بأقصى درجات الدهشة وأعنف لحظات الفرحة.. الفرحة انى عرفتك والدهشة انى ربما احببتك.. والرغبة فى البكاء حينما تركتك.. لم أدرى هل كان قلبى الذبيح وقطرات من دمائى التى ترسم خط سيرى المبتعد على الأرض بسبب رحيلى المفاجىء عنك.. نهايتى التى بدأت قبل بدايتى ام حيرتى فى التفكير فيك ... كيف انت ولماذا انت ؟

والآن بعد ان رحلت... بعد ان فرقتنا تلك المسافات والأبعاد والكلمات التى جمعتنا يوما ... بالرغم من اصرار كل ما حولى من اشياء ان تخبرنى بان احتمالية لقاءنا الثانى قد باتت تقترب من حد الانعدام وان املنا فى التقارب قد تجاوز حدود الصفر من قبل البداية ومن بعد النهاية... الا اننى لا أزال أذكرك بتلك البهجة التى لمعت فى أعماقى.. وذلك الحضور اليسير الذى نفذ الى قلبى ... وذلك السؤال الحائر الغامر لثنايا عقلى ..كيف انت؟ و لماذا انت ؟