Sole Music

Tuesday, May 26, 2009

انتظار الحلم



المحك من بعيد
تخبرنى صورتك ان الحياة لا زالت مستمرة
وأنا واقف فى مكانى فى نفس تلك اللحظة منذ زمن كنت على وشك الموت ولكنكِ اجبرتنى على الانتظار
خلف تلك السحب الداكنة ربما كان هناك شعاع ضئيل من الضوء يحاول جاهدا ان يخترق معلنا قدوم الصباح
الأمل من العدم
يتداخل أمسى بغدى
تختلط الذكريات فلا أتذكرك
وكيف أتذكرك وأنا لا أنساكِ
باقية انتِ حاضرة محتلة
راسخة فوق عمر الذكريات
بأنفاسها تختنق
خطوط متعرجة فوق الرمال من آثار زحفك المضنى
خلف جدار عينيكى يتوارى عبق اللهفة
سحر الغموض
جاذبية التأثير
توحد الطريق مع خطواتنا
الآن أصبح يئن أسفل وطئ نغماتى المنفردة
عندما رحلتى كانت الذكريات غير محتملة والعمر معبأ بألسنة الحداد
كانت الفرصة مهيأة لاحتراف الفراق والتوحد مع الاغتراب
صرت أكثر هدوءا
أعرفك أكثر
أرى فى عيونك معان أكثر وضوحا لأمس مضى وغد قادم
عندما يطول الانتظار تموت الحقائق وتذبل الأحلام
فى هذه الأثناء تعلمت ألا انتظر
تمرست على احتمال البقاء

Sunday, May 17, 2009

عشان العلاوة

الحكاية دى كان المفروض انى اكتبها من بداية الأسبوع اللى فات بس عشان طول الفترة اللى فاتت دى كنت باروح كل يوم متاخرة جدا وتعبانة فمقدرتش

الحكاية ببساطة ان يوم السبت الأسبوع اللى فات رايحة الكلية الصبح عادى جدا بانزل من المترو واحيانا متعودة اركب بعد كده ميكروباص لغاية الجامعة .. المسافة من محطة المترو للجامعة صغيرة جدا يدوب دقيقتين بالميكروباص لما يكون الشارع فاضى طبعاً :)) يعنى ممكن تتمشى لكن احيانا لما باكون متأخرة أو الجو حر أو ماليش نفس امشى باركبه

يوم السبت اللى فات بقى قلت اركب.. ركبت.. بعد ما الميكروباص اتملى ولسه مطلعش لقيت السواق جاى بيقول للركاب ( الأجرة نص جنيه ) ..نص جنييه؟؟؟ ليه ان شاء الله

مع العلم ان أجرة الميكروباص دى كانت الأول ربع جنيه نظراً للمسافةالقصيرة جدا اللى قولت عليها ومن فترة كده ايام موال العلاوة بتاعت ال 30% دى رفعوها ل 35 قرش.. ليه ماتعرفش بس ساعتها عديناها وقولنا ماشى .. مع ان للعلم برضه مش كل البشر بيبقوا شايليين 35 قرش فى جيبهم يعنى طبعا بيضطروا يدفعوا اقل حاجة نص جنيه وال 15 قرش الباقيين يا اما ياخدوا بريزة بس او مايخدهمش خالص

المهم لقيت الراجل السواق بيقول نص جنيه.. طبعا ماسكتش.. سألته
من امتى الكلام ده؟ 
قالى : من يوم الخميس
قولتله: وليه بقى ان شاء الله؟
قالى وهو بيبصلى اوى كده ومستغرب: ليه؟
قولتله: ايوه ليه؟
قالى: عشان العلاوة

طبعا هوا يقصد العلاوة بتاعت كلام الريس اللى رماها على وزير المالية اللى لسه اساسا ما أقروهاش واللى لو 
اتاخدت هتتاخد مش اقل بعد شهور من دلوقتى واللى ممكن ماتتاخدش اساسا واللى لو حصلت يادوب هايبقى نصيب كل فرد منها بكتيره 10 أو 15 جنيه

طبعا بما انى اخدت على نفسى عهد من زمن طويل انى ماسكتش على اى حاجة غلط اشوفها بتحصل قدامى وانى لازم اعترض ومابقاش سلبية معجبنيش الكلام

قولتله: حسبى الله ونعم الوكيل.. علاوة ايه اللى بتتكلموا عنها.. هيا لسه اتاخدت وبعدين علاوة ايه اللى عايزين تاخدوها من طلبة الجامعة ( ده لأن الخط ده أغلبية اللى بيركبوه طلبة) .. القصة ماكنتش فى زيادة ال 15 قرش خالص لكن ده كان مبدأ وبعدين الموضوع كان مستفز جدا

قولتله: انا مش هاركب نزلنى.
وفعلاً نزلت ووقفت على الرصيف..
اللى حصل بعد كده ان كان فيه راجل كده كبير كان راكب ورايا.. قام مكلم السواق هوا كمان وقاله: عندها حق الأجرة زى ما هيا 35 قرش يالا يا سيدى اتكل على الله
وراح مكلمنى و قالى : اركبى يا بنتى خلى السواق يطلع
قولتله: انا لو ركبت مش هادفع نص جنيه هادفع 35 قرش بس
راح السواق قايلى: ايه هيا الحكاية لوى دراع
قولتله: واللى انتم بتعملوه ده تسموه ايه؟ مش لوى دراع برضه
قالى: خلصينى واركبى
قلتله: انا قلت مش هادفع

عند هذه المرحلة من الحوار لقيت جميع ركاب الميكروباص انقسموا الى قسمين
قسم بيأيدنى ومنهم الراجل الكبير وابتدوا يعلوا صوتهم ويتخانقوا مع السواق
وقسم تانى مش فارق معاهم ومستعجلين عايزين يمشوا وكل اللى مضايقهم ان هما هايتعطلوا وبينادوا السواق يشوف حد تانى يركب مكانى عشان يمشوا

لما لاقيت الموقف بقى كده رحت قايللهم.. ماهوا ده اللى مأخرنا.. ننضرب وناخد على قفانا ونرضى ونسكت.. بعد كده مش المفروض نزعل لو اتعمل فينا اى حاجة ولو جه السواقيين بكرة قالولكم الأجرة جنيه يبقى عندهم حق

ورحت سايباهم وماشية واصوات الركاب متداخلة مع أصوات السواقيين اللى اتلموا كلهم يؤازروا السواق اياه طبعا

ومعرفتش الموضوع انتهى على ايه.. هل السواق هوا اللى مشى كلامه ولا الركاب فى الآخر.. طبعا الاجابة مش محتاجة تعليق

من يوميها قررت انى مش هاركب ميكروباص وهامشى لأن المسافة مش مستاهلة.. بس الميكروباصات ما وقفتش والناس لسه بتركب وباشوفهم كل يوم والحياة مستمرة والأجرة لسه بنص جنيه وعقبال العلاوة اللى جاية وكل سنة وانتم طيبين

Thursday, May 7, 2009

تاكسى.. حواديت المشاوير


بعد قراءة هذا الكتاب أصبحت أكثر تعاطفا مع شريحة سائقى التاكسى بشكل غريب بعد ان قرأت عن معاناتهم اليومية التى تكاد ان تقهرك لتشعر بمدى هذا الكم الهائل من عناء الكادحين تحت أرض هذاالوطن

أكثر ما تأثرت به هو القصة رقم 24 
تحكى عن الشاب خريج كلية التجارة و يدرس الماجستير ..يبدو عليه سمات الاحترام والأصل الطيب.. لأنه قرر ان الزواج نصف الدين فتزوج وعنده اسلام وسها.. ولأنه قرر ان الشغل مش عيب فعمل سائقا بعد الضهر ليحسن من دخله .. ولأنه قرر ان الشغل الشريف احسن من انه يسرق او يرتشى وأن هوا ده الوقت الللى المفروض الشباب يتعب فيه عشان يستريح بعدين فهو بيخرج من شركته اللى بيشتغل فيها محاسب ب 450 جنية الساعة 5 يشتغل على التاكسى لغاية الساعة 1 صباحا ويرجع البيت عشان يتعشى وينام عشان يصحى تانى يوم يعمل نفس الشىء ولأنه راضى وقانع وعنده أمل ان بعد كام سنة مرتبه هايزيد وكمان لما ياخد الماجستير، فان شاء الله ربنا هايديله

 القصة التانية رقم 39
بتاعة سائق التاكسى اللى بيشتغل مهرب سجاير من مصر لليبيا عن طريق السلوم اللى مقتنع انه بيشتغل شغلانه شريفة وانه لازم يدور على الشغلانه اللى تجيبله فلوس بدل ماابوه فنا عمره فى سواقة التاكسى وفى الآخر مالاقاش تمن الكفن

ولا القصة رقم 57 
اللى بتحكى عن معاناة السائق فى تجديد رخصة السواقة
تسع صفحات بيحكى عن معاناته من المرور للتأمينات للنقابة للكشف الصحى للقسم للمرور تانى
مابين امضاءات وانتظارات وأختام ودفع رشاوى واهانات وفى الآخر مايلاقوش الملف بتاعه على الكمبيوتر فيدوله رخصة مؤقتة 3 شهور والراجل بقى ينام يحلم.. ح يلاقوا الملف؟ الكمبيوتر ح يتصلح؟ ح آخد الرخصة؟
يرضى مين ده يا بلد؟؟

وأخيراً القصة 58
أحلى ختام للكتاب عن السائق الملاك الأسود رجل غنى بحياته وأفكاره ومبادئه
عنده جنينة قدام بيته بيزرعها ويسهر باليل جنب الشباك يسمع موسيقى وبيحب القرايه والزرع والخضرة والرسم والسفر وعنده معلومات فى كل مجال
وفعلاً كان احسن اختيار يختم بيه الكاتب كلامه لما قال

"ذلك الملاك الأسود ترك لى فى النهاية طعم السكر فى حلقى، ورائحة مسك الليل فى روحى، وجعلنى لأول مرة منذ زمن أفطر بتمهل ودون استعجال متأملاً كل شىء حولى..
وجعلنى فى النهاية أحاول أن اجعل منزلى عشاً كالذى وصفه. ولكن من أين لى بأجنحة كأجنحته؟ "